الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن عنين >> ذراها إذا رامتْ معاجاً إلى الحمى >>
قصائدابن عنين
ذراها إذا رامتْ معاجاً إلى الحمى
ابن عنين
- ذراها إذا رامتْ معاجاً إلى الحمى
- فقد هاجَ منها البرقُ داءً مكتَّما
- أَضاءَ لنا من جانب الغورِ لامعٌ
- يلوحُ بوادٍ بالدُجُنَّة ِ قد طَما
- زماناً مضى رغداً وعصراً تصرَّما
- وأيامَ دَوحِ الغوطتين وظلَّها الـ
- ظليلَ إِذا صامَ الهجيرُ وصمَّما
- وروضاً إذا ما الريحُ فيه تنسَّمت
- سحيراً تخالُ المندلَ الرطبَ أضرما
- سقى اللّهُ ذاك الروضَ عني مدلّحاً
- من السحبِ موشيَّ الجوانبِ أسحما
- فكم قد قصرتُ الليلَ فيه بزائرٍ
- تَجشَّم أهوالَ السُرى وتهجَّما
- يخالسُ عينَ الكاشحينَ ومن يخفْ
- عيونَ الكرى يركبْ من الليلِ أدهما
- وكأسٍ حَباها بالحَبابِ مزاجُها
- فألقى عليها المزجُ عِقداً منظَّما
- كُمَيتٍ إِذا ما نلتُ منها ثلاثة ً
- رأيتُ السما كالأرضِ والأرضَ كالسما
- وغشّى على عينيَّ منها غشاوة
- فلا أَنظرُ الأشياءَ إِلا توهُّما
- وأهيفَ عسالِ القوامِ كأنهُ
- قضيبٌ على دِعصٍ من الرملِ قد نما
- تحمَّل في أعلاهُ شمساً أَظلَّها
- بليلٍ وأبدى من ثناياهُ أنجما
- وما كانَ يدري ما الصدودُ وإنما
- تصدَّى له الواشونَ حتى تعلّما
- فأصبحَ غيري يجتني شهدَ ريقهِ
- شهيّاً وأَجني من تَجنّيهِ عَلقما
- وخافَ على الوردِ الذي غرسَ الحَيا
- بوجنتهِ من أنْ يُنالَ ويُلثما
- فسلَّ عليه مرهَفاً من جفونهِ
- وأرسلَ فيه من عذاريهِ أرقما
- أُعظّمه مما أرى من جماله
- كما عظّم القِسيسُ عيسى بنَ مريما
- حلفتُ بربِّ الراقصاتِ إلى منى ً
- ومَن فرضَ السبعَ الجِمار ومَن رمى
- لما أَرَجاتُ الروضِ جاءَت بها الصَبا
- سُحَيراً ولا الماءُ الزلالُ على الظَما
- ولا فرحة ُ الإثراءِ من بعدِ فاقة ٍ
- على قلب مَن ما نالَ في الدهرِ مغنما
- بأحسنَ وجهاً من حبيبي مقطّباً
- فكيفَ إِذا عاينتَه متبسما
المزيد...
العصور الأدبيه