الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أرى بارِقاً بالأبرقِ الفَرْدِ يومِضُ >>
قصائدابن رشيق القيرواني الأزدي
- أرى بارِقاً بالأبرقِ الفَرْدِ يومِضُ
- يُذَهِّبُ ما بَيْنَ الدُّجى وَيُفَضِّضُ
- كَأَنَّ سُلَيْمى مِنْ أَعاليهِ أَشْرَفَتْ
- تَمدُّ لنا كفّاً خَضيباً وتَقْبِضُ
- إذا ما تَولى وَمْضُه نَفَضَ الدُّجَى
- لَهُ صَبْغَة ُ المُسوَدِّ أَوْ كادَ يَنفُضُ
- أرِقْتُ لَهُ وَالقَلبُ يَهْفُو هُفُوَّة
- على أنَّه منه أحَرُّ وأوْمَضُ
- وبتُّ أُداري الشَّوقَ والشَّوقُ مُقْبِلٌ
- عليَّ وأدعو الصَّبْرَ والصَّبرُ مُعْرِضُ
- واستنْجِدُ الدَّمعَ الأبيَّ على الأسى
- فتُنْجِدُني منه جداوِلُ فُيَّضُ
- وَأَعْذِرُ قَلْباً لا يَزالُ يَرُوعُهُ
- سَنَا النَّارِ مَهْما لاحَ والبَرْقُ يومضُ
- يَظُنُّهُما ثَغْرُ الحَبيبِ وَخَدُّهُ
- فذا ضاحِكٌ منه وذا مُتَعرِّضُ
- إذا بلَغَتْ منه الخيالاتُ ما أرى
- فَأَنْتَ لِماذا بالشُّخوص مُعَرِّضُ
- إلى أن تَفَرَّتْ عن سنا الصُّبحِ سُدْفَة ٌ
- كما انشَقَّ عن نَضْحٍ من الماءِ عَرْمَضُ
- وَنَدَّتْ إلى الغَرْبِ النَّجُومُ مَرُوعة ً
- كَما نَفَرتْ عِيسٌ مِنَ اللَّيلِ رُكَّضُ
- وأدركها من فَجأة ِ الصُّبح بَهتَة ٌ
- فَتَحْسِبُها فيهِ عيوناً تُمَرِّضُ
- كأنَّ الثُّريا والرَّقيبَ يحثُّها
- لِجامٌ عَلى رَأْسِ الدُّجى وَهْوَ يَرْكضُ
- وَما تَمْتَرى في الهقْعَة ِ العَيْنُ إِنَّها
- على عاتِقِ الْجَوْزاءِ قُرْطٌ مُفَضَّضُ
المزيد...
العصور الأدبيه