الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن دريد >> جزعتْ أنْ يقالَ دامٍ عبيطُ >>
قصائدابن دريد
جزعتْ أنْ يقالَ دامٍ عبيطُ
ابن دريد
- جزعتْ أنْ يقالَ دامٍ عبيطُ
- أوْ أسيرٌ لحلقتيهِ أطيطُ
- فَاسْتَرَاحَتْ إِلَى التِّي أَعْقَبَتْهَا
- حرقاً تلفحُ الحشا وتشيطُ
- خَفَقَتْ جَأْشَهَا علَى البَيْنِ لَمَّا
- أيقنتْ أنها البلاءُ المحيطُ
- ثمَّ قالتْ تعزياً إنْ يكنْ لا
- بُدَّ مِنْ نَكْبَة ٍ فَأَمْرٌ وَسِيطُ
- إنَّ بعضَ الخطوبِ أهونُ منْ بعـ
- ـضِ وَدُونَ البُكَا يَكُونُ النَّحِيطُ
- يالها ساعة ً بها انهاضَ للبيـ
- ــنِ فؤادٌ بينَ الضلوعِ وهيطُ
- حِينَ جَاءتْ يَهْتَزُّ كالغُصُنِ المَا
- ثِلِ فِي الظِّلِّ مَتْنُهَا المَحْطُوطُ
- ثمَّ أبدتْ كالأقحوانِ جلتهُ
- شَمْسُ دَجْنٍ فَارْفَضَّ عَنْهُ السَّقِيطُ
- قرنُ شمسٍ ودعصُ رملٍ تثنى
- بَيْنَ هّذَا وَذَاكَ فِي الثَّوْبِ خُوطُ
- يا ابنة َ القيلِ إنّ خدنكِ لا يقـ
- ـدَحُ فِي غَرْبِ عَزْمِهِ التَّثْبِيطُ
- هَرِسٌ يَفْرِسُ الأُمُورَ وَلاَ يَعْـ
- ـرُوهُ مِنْهَا الإِفْرَاطُ وَالتَّفْرِيطُ
- ضوؤهُ سيفهُ إذا حشَّ للمتـ
- ـرف تحت الدُّجى الذبال السليط
- ذُو حُسَامَيْنِ مَشْرَفِيٌّ صَقِيلٌ
- وَغَرِيمٌ لِلنَّائِبَاتَ عَطُوطُ
- كُلَّ يَوْمٍ يَنْتَابُ مِنْهُ الأَعَادِي
- ذَاتُ رَوْقٍ عِقَالُهَا مَبْسُوطُ
- قرطا مهريَ العنانَ وشيكاً
- فَحَرِيُّ لِمُهْرِيَ التَّقْرِيطُ
- قرطاهُ نعمَ المؤازرُ في الرو
- عِ لأخلامهِ ونعمَ الربيطُ
- قرطاه أحوى أحمُّ عليهِ
- لتمامِ الذكاءِ والعنقِ ليطُ
- قرطاه لمقلتيهِ شعاعٌ
- وَلِرَادَيْهِ فِي اللِّجَامِ غَطِيطُ
- قرطاه ملاحكاً حاركاهُ
- مثلَ ما لزَّ الكتيفِ الغبيطُ
- قرطاه تلوحُ في الوجهِ منهُ
- غُرَّة ٌ مِثْلَ مَا يَلُوحُ الشِّمِيطُ
- قرطاه كأنَّ سامعهُ المصـ
- ــغي إلى كلِّ نبأة ٍ إعليطُ
- قرطاه لابد ينقضُ وتراً
- أَوْ يُلاَقِيهِ حَتْفُهُ المَخْطُوطُ
- قبضتْ عنْ عمانَ ظلاًّ منَ الخفـ
- ــضِ دهاريسُ بؤسها مبسوطُ
- لعنَ اللهُ حيثُ ظلَّ وأمسى
- لعنة ً عبؤها محطوطُ
- غاويَ الفجحِ ثمَّ أتبعَ موسى
- لعنة ً تملأُ القصا وتحوطُ
- يَا لَقْومِي لَقَدْ بَغَى العَبْدُ موسى
- والعسيفُ المدفعُ العضروطُ
- نَالَ عَزَّانُ دَوْلَة ً لَوْ رَآهَا
- حُلُماً ظَنَّ أَنَّهَا تَخْلِيطُ
- سمتِ الأزدُ بالحتوفِ إلى الأز
- د وموسى مسلمٌ مغبوطُ
- يَشْرَبُ العَبْدُ صَفْوَهَا وَشَرَابُ السـ
- ــأزدِ منها مطروقها والمطيطُ
- فَهَبِ الدَّهْرَ لاَ يَثُوبُ وَهَبْهَا
- غمرة ً لا يميطها منْ يميطُ
- فَابْلِغُوا الجَهْدَ أَوْ فَمُوتُوا كِرَاماً
- ليسَ يغني التبريقُ والتخطيطُ
- كَمْ إِلَى كَمْ نَعِيشُ أَنْضَاءَ ذُلٍّ
- كُلُّنَا مُلْجَمُ بِهِ مَعْلُوطُ
- أترى الأزدَ يقسمُ الذلَّ فيها
- خارجيُّ وخاربٌ عمروطُ
- ثُمَّ تَرْضَى بِذَلِكَ الأَزْدُ إِنْ تَرْ
- ضَى فَلاَ رِيشَ سَهْمُهَا المَمْرُوطُ
- لاَ لَعَمْرُ الَّذِي تَمَسَّكْتُ مِنْهُ
- بِرَجَاءٍ لاَ يَعْتَفِيهِ القُنُوطُ
- لا يغرنكمُ انبعاثي رويداً
- إنَّ همي بالفرقدينِ منوطُ
- إِنَّ هَاتِي الأُمُورَ عَنْ قَدَرِ الرَّحْـ
- ــمانِ يجري صعودها والهبوطُ
- إنْ تسخطتُ أوْ رضيتُ فسيا
- نِ لَعَمْرِي رِضَايَ وَالتَّسْخِيطُ
- كلُّ ما حمَّ، أنْ يكونَ، قريبٌ
- وَالَّذِي لاَ يُحَمُّ نَاءٍ نَعِيطُ
- صاحِ! لوْ هدَّ ركنُ صبريَ رزءاً
- هَدَّهُ الرَّزْءُ يَوْمَ بَانَ الخَليطُ
- يومَ خلتُ الفضاءَ منصفقَ الأكـ
- ــنافِ بالركبِ وهوَ رحبٌ بسيطُ
- لاَ يَظُنُّ الأَعْدَاءُ أَنَّ مُقَامِي
- حيثُ يغتالني المحلُّ الشحيطُ
- صارفاً عزمتي ولا الخفضُ مالمْ
- أتركِ الثأرَ بالفؤادِ يليطُ
- ثمَّ أخلدتُ يحسبُ القومُ أني
- بَيْنَهُمْ لِلأُسَى قَرِيفٌ وَخِيطُ
- سلطَ الصبرُ والرجاءُ على النا
- سِ سيغريهما بهِ التسليطُ
المزيد...
العصور الأدبيه