الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن حيوس >> لاَ تَخْشَ عَدْوى مَنْ أَبَحْتَ ذِمَارَهُ >>
قصائدابن حيوس
لاَ تَخْشَ عَدْوى مَنْ أَبَحْتَ ذِمَارَهُ
ابن حيوس
- لاَ تَخْشَ عَدْوى مَنْ أَبَحْتَ ذِمَارَهُ
- منْ ماتَ قلباً لمْ تعشْ أضغانهُ
- دعهُ لأحداثِ الزَّمانِ دريَّة ً
- أتراهُ يُكرمُ منْ هواكَ هوانُهُ
- وإذا أردتَ بوارَ مملكة ٍ طغتْ
- سَفَهاً فَبَعْثُكَ رَايَة ً عُنْوَانُهُ
- فلقدْ أطاعكَ منْ أحبَّ حياتَهُ
- فِيهَا وَلَجَّ بِخَائِنٍ طُغْيَانُهُ
- فَلْيَطْلُبِ الرُّومُ الأَمَانَ فَقَدْ بَدَتْ
- لهمُ خشونة ُ صارمٍ وليانُهُ
- هجرَ الرُّقادُ جفونهمْ مذْ نبَّهوا
- مَنْ لاَ تَنَامُ عَلَى القَذى أَجْفَانُهُ
- ذا العزمُ جأشُ الدَّهرِ منهُ مروَّعٌ
- وَالْجَيْشُ يَفْتَرِسُ العِدى فُرْسَانُهُ
- ضمنتْ سوافَ معانديهِ سيوفهُ
- فَأَمَرَّ عَيْشَ عُدَاتِهِ مُرَّانُهُ
- ولقدْ سمتْ شرفاً ملوكٌ قسِّمتْ
- فِيما تَقَدَّمَ بَيْنَهَا بُلْدَانُه
- بجحوا بها وأجلَّ عنها نفسهُ
- مُذْ حَازَهَا فَوُلاَتُهَا غِلْمَانُهُ
- فلذا الجيوشُ يقودُها ويسودُها
- بنجوتكينُ أميرها وطغانُهُ
- واللهُ جاءَ بها على أعقابهمْ
- ليفيضَ منْ إحسانهمْ إحسانهُ
- يُغْنِي غَنَاءَ سُيُوفِهِمْ إِيعَادُهُ
- وتفيضُ فيضَ بحارهمْ غدرانُهُ
- وَالْغَيْثُ لَيْسَ يَنُوبُ عَنْهُ وَطَالَما
- غَابَ الغَمَامُ فَنَابَ عَنْهُ بَنَانُه
- يحوي النَّباهة َ منْ تقدَّمَ فضلهُ
- لاَ مَنْ تَقَدَّمَ عَصْرُهُ وَأَوَانُهُ
- هَلْ مَنْ يُسَاهِمُ وَالْمُعَلّى سَهْمُهُ
- إنْ كانَ بعدَ الأنبياءِ زمانهُ
- فليدرِ أملاكُ الطَّوائفِ أنَّهُ
- فَلَكٌ تَضَمَّنَ سَلْبَهَا دَوَرَانُهُ
- فَلِمَا حَمَتْ أَتْرَاكَهَا أَتْرَاكُهُ
- ولما حمتْ سودانها سودانهُ
- يَا كَافِيَ الإِسْلاَمِ غَيْرَ مُشَارَكٍ
- فتناً تشيبُ لهولها ولدانهُ
- أغنى صفاتكَ عنْ شهادة ِ شاهدٍ
- مَجْدٌ لَعَمْرُكَ وَاضِحٌ بُرْهَانُهُ
- حزتَ الفضائلَ ليسَ يمكنُ جحدها
- وَالصُّبْحُ لَيْسَ بِمُمْكِنٍ كِتْمانُهُ
- بشراً يبشِّرُ بالغنى إيماضهُ
- كالبرقِ دلَّ على الورى لمعانهُ
- وَنَدى ً قَصَرْتَ عَلى الثَّنَاءِ فُنُونَهُ
- وتُظلُّ آمالَ الورى أفنانهُ
- وَالْمَالُ لاَ يَبْقَى عَلَى مُتَمَلِّكٍ
- إِلاَّ وَأَبْنَاءُ الْمُنى خُزَّانُهُ
- أَمَّا شَبِيهُكَ فِي الأَنَامِ فَإِنَّهُ
- ما كانَ قطُّ ولاَ يجوزُ كيانهُ
- ما في طريقِ المجدِ غيركَ مهتدٍ
- كُلٌّ سِوَاكَ يَقُولُ أَيْنَ مَكانُهُ
- ففعلتَ ما عجزَ الورى عنْ فعلهِ
- فعرفتَ ما أعياهمُ عرفانهُ
- ولقدْ شفعتَ الحجَّ بالغزوِ الَّذي
- لولاكَ أعجزَ أهلهُ إمكانهُ
- وَبَذَلْتَ حُمْرَ الْمَالِ فِي تَنْفِيذِهِمْ
- أيَّامَ عزَّ عليهمُ وجدانهُ
- فَمُعَجَّلٌ لَكَ مِنْ إِلْهِكَ نَصْرُهُ
- وَمُؤَجَّلٌ لَكَ عِنْدَهُ رِضْوَانُهُ
- هيَ منَّة ٌ يبقى عليكَ ثناؤها
- فِي النَّاسِ مَا صَحِبَتْ حِرَاءَ رِعَانُهُ
- فَالْبَيْتُ يَشْكُرُهَا إِذَا طَافَتْ بِهِ
- زَمَنَ الْحَجِيجِ وَقُبِّلَتْ أَرْكانُهُ
- فأجابَ فيكَ اللهُ دعوة َ قارنٍ
- يتلو هناكَ قرانهُ قرآنهُ
- وَبَقِيتَ لِلْمَوْلى الَّذِي شَرُفَتْ بِهِ
- أيَّامهُ وتطاولتْ أزمانهُ
- حَتّى تَرى أَضْعَافَ جَيْشِكَ جَيْشَهُ
- ويكونَ أكثرَ منْ بهِ فتيانهُ
- لمَ لاَ أبالغُ في مديحكَ مطنباً
- وَالشِّعرُ طِرْفٌ خاطِري مَيْدَانُهُ
- بَلْ كَيْفَ أَجْحَدُ ما أَنالَتْنِي يدٌ
- بكرُ الغنى منْ سيبها وعوانهُ
- فَاسْمَعْ لِمَادِحِكَ الَّذِي لاَ يَنْطَوِي
- إِلاَّ عَلَيْكَ إِذَا انْطَوى دِيوَانُهُ
- ما في بني حوَّاءَ عندي آخرٌ
- يُرْجَى عَطاهُ وَيُتَّقى حِرْمانُهُ
- فلذا رجائي عنْ سواكَ منكِّبٌ
- وإليكَ يتبعُ نصَّهُ ذملانهُ
- أَثْنى عَلَيْكَ العِيدُ بِالتَّقْوى الَّتي
- أَثْنى بِها مِنْ قَبْلِهِ رَمَضانُهُ
- فتهنَّهُ واسلمْ وعزُّكَ قاهرٌ
- أَبداً فَسُلْطانُ الْهُدى سُلْطانُهُ
المزيد...
العصور الأدبيه