قصائدابن حيوس



فُتَّ الوَرى فَعَلاَمَ ذَا الإِجْهَادُ
ابن حيوس



  • فُتَّ الوَرى فَعَلاَمَ ذَا الإِجْهَادُ

  • وَبِبَعْضِ سَعْيِكَ تُحْرِزُ الآمَادُ

  • قَدْ فَتَّ فِي الأَعْضَادِ هذا المُرْتَقى

  • وَتَفَتَّتَتْ مِنْ دُونِهِ الأَكْبَادُ

  • في كلَّ يومٍ أنتَ بالغُ سؤددٍ

  • لمْ تدرِ كيفَ طريقهُ الأنجادُ

  • تَزْدَادُ مَجْداً لَيْسَ يُعْرَفُ كُلَّمَا

  • قَالَ الوَرى لَمْ يَبْقِ مَا تَزْدَادُ

  • وَمناقباً منْ دونها وَبمثلها

  • تكبو الملوكُ وَتكبتُ الحسادُ

  • جمعتْ لغلابِ اليدينِ على العلى

  • تَعْنُو لِسَوْرَة ِ عِزِّهِ الأَمْجَادُ

  • ندبٌ إذا ما همَّ أنْ يلقى عدى ً

  • وَغَدَتْ قُوى الإِسْلاَمِ وَهْيَ شِدَادُ

  • منْ أسرة ٍ شوسٍ إذا سئلوا الندى

  • جادوا وَإنْ صنعوا الصنيعَ أجادوا

  • مِنْ كُلِّ صَعَّادٍ إِلى رُتَبِ العُلى

  • دَرَجَاتُهُ أَبَداً ظُبى ً وَصِعَادُ

  • وَرَّادِ أَحْوَاضِ المَنُونِ إِذَا طَغَتْ

  • خافُوا الرَّدى فَنَحَوْا هُماماً عِنْدَهُ

  • فخروا بما شادوا فمنذُ بدا لهمْ

  • مجدُ المظفرِ أهملوا ما شادوا

  • وَإِذَا الفَتى هَبَطَتْ بِهِ أَفْعالُهُ

  • لَمْ تُعْلِهِ الآبَاءُ وَالأَجْدَادُ

  • كَفَّ العِدى وَكَفى العِدَاءَ مُؤَيَّدٌ

  • يثني الألوفَ ذكرهِ الآحادُ

  • لجيوشهِ منْ رأيهِ وَمضائهِ

  • وَإبائهِ يومَ الوغى أمدادُ

  • فَلْيَيْأَسِ الأَعْدَاءُ أَرْضاً ذَادَهُمْ

  • عَنْها طِعانٌ صادِقٌ وَجِلاَدُ

  • فعلى الشآمِ سرادقٌ أوتادهُ

  • بيضُ الظبى وَلهُ القنيُّ عمادُ

  • كادُوا الهُدى فَأَدَالَ خَوْفُكَ مِنْهُمُ

  • حَتّى لَقَدْ سَكَنُوا الكُدا أَوْ كادُوا

  • كانُوا جِبالاً مُثَّلاً وَكَأَنَّهُمْ

  • فِي ذِي الزَّعازِعِ إِذْ عَصَفْنَ رَمَادُ

  • قَصُرتْ رِمَاحُ الخَطِّ فِي أَيْدِيِهِمُ

  • وَنبتْ سيوفُ الهندِ وَهيَ حدادُ

  • مُذْ جاشَ بَحْرُكَ وَأعْتَلى آذِيُّهُ

  • نَضَبَتْ بِحارُ الإِفْكِ فَهْيَ ثِمَادُ

  • لولاكَ ما انقمعَ النفاقُ وَلاَ ورتْ

  • لِلدِّينِ مِنْ بَعْدِ الكُبُوِّ زِنَادُ

  • بِكَ عادَ سَيْفُ الشِّرْكِ مَفْلَولَ الشَّبا

  • وَمَتى دَهِمْتَ الرُّومَ فِي أَوْطَانِهِمْ

  • صَبَحَتْهُمُ الدَّهْمَاءُ وَهْيَ نَآدُ

  • بِحَوَامِلِ الآسَادِ آسادِ الوَغى

  • لمْ يوهها التأويبُ وَالإسادُ

  • وَلهمْ متى لاقوكَ يومٌ بعدهُ

  • لاَ تَلْتَقِي الأَرْوَاحُ وَالأَجْسَادُ

  • فليحذروا ملكاً تخلتْ عنوة ً

  • لسطاهُ عنْ أجماتها الآسادُ

  • هَلْ لِلأَرَاوِي مَصْحَرٌ مِنْ بَعْدِما

  • سَمِعَتْ بِأَسْدِ الغابِ كَيْفَ تُصادُ

  • سَيْفَ الإِمامِ عَلَوْتَ ما لَمْ يَرْقَهُ

  • أَمَلٌ وَشِئْتَ فَلَمْ يَفُتْكَ مُرَادُ

  • وَلكَ العزائمُ لا يبلُّ جريحها

  • وَلْغَيْرِكَ الإِبْراقُ وَالإِرْعَادُ

  • ذُلُقاً إِذَا نَحَتِ العَدُوَّ فَإِنَّمَا

  • بَيْنَ الحُتُوفِ وَبَيْنَها مِيْعَادُ

  • سكنتْ لصولتكَ الرياحُ مهابة ً

  • وَتزعزعتْ منْ خوفكَ الأطوادُ

  • فَشِمِ السُّيُوفَ فَطالَما جَرَّدَتْها

  • حَتّى لَقُلْنا ما لَها أَغْمادُ

  • وَأقمْ فقدْ قامتْ لبأسكَ هيبة ٌ

  • لَمْ يَخْلُ مِنْها فِي الأَنَامِ فُؤَادُ

  • وَسَرَتْ هُمُومُكَ فَالإِقَامَة ُ رِحْلَة ٌ

  • وَالسلمُ حربٌ وَالرقادُ سهادُ

  • فثواءُ رحلكَ عصموٌ أنى ثوى

  • أبداً وَكفكَ للعدوَّ جهادُ

  • ما احرقتْ نيرانهمْ وَشرارها

  • عالٍ فَكَيْفَ تَرُوعُ وَهْيَ رَمَادُ

  • رَكِبُوا سَبِيلَ الغَيِّ حِينَ بَدَتْ لَهُمْ

  • وَلَقَدْ رَأَوْا سُبُلَ الرَّشادِ فَحادُوا

  • وَعلى الظبى إرشادُ منْ لمْ يثنهِ

  • فِيما مَضى عَنْ غَيِّهِ إِرْشادُ

  • حَقَدُوا فَمُذْ أَسْكَنْتَ بَيْنَ ضُلُوعِهِمْ

  • خَوْفَ انْتِقَامِكَ ماتَتِ الأَحْقَادُ

  • وَأَرَاكَ تَغْمُرُهُمْ بِصَفْحِكَ بَعْدَما

  • كَثُرَتْ بِبَابِكَ مِنْهُمُ القُصَّادُ

  • يُجْدِي وَيُرْدِي الوَعْدُ وَالإِيعادُ

  • وَهَدَتْهُمُ النَّكَباتُ مِنْ بَعْدِ العَمى

  • يا طالما جرَّ الصلاحَ فسادُ

  • قَطَعُوا القِفارَ وَنُورُ وَجْهِكَ فِي الدُّجى

  • هادٍ لهمْ وَرجاءُ قربكَ زادُ

  • أرهبتهمْ حتى تحققَ منْ نأى

  • أَنْ لَيْسَ يُنْجِي مِنْ سُطاكَ بِعادُ

  • وَعَفَوْتَ حَتّى لَوْ رَجا غُيَّابُهُمْ

  • ذا العفوَ وَدوا أنهمْ شهادُ

  • هذا ابنُ جراحٍ أتاكَ وَهلْ لمنْ

  • أَقْصَيْتَهُ إِلاَّ إِلَيْكَ عِوَادُ

  • فَأَجِبْ بِفَضْلِكَ مَنْ دَعَاكَ فَلَمْ يَزَلْ

  • للعفوِ عندكَ مبدأٌ وَمعادُ

  • قابِلْ بِرَأْفَتِكَ اعْتِذَارَ مُساوِرٍ

  • إنَّ المعذرَ للذنوبِ حصادُ

  • قَدْيَكْهَمُ العَضْبُ الجُرَازُ وَحَدَّهُ

  • ماضٍ وَيكبو الطرفُ وَهوَ جوادُ

  • يا عدة َ الإسلامِ منْ ذا يشتكي

  • ظَمَأً وَعِدُّكَ لِلْعُفَاة ِ عَتادُ

  • كَمْ قُدْتَ فِي رِبْقِ الجَمِيلِ مَصاعِباً

  • لِسِوَاكَ لاَ تَعْنُو وَلاَ تَنْقَادُ

  • عاذتْ بحضرتكَ الملوكُ وَلاذتِ الـ

  • ـفقراءُ فاجتمعتْ بها الأضدادُ

  • أضحى محلكَ جامعاً وَمفرقاً

  • فالحمدُ يحرزُ وَالثراءُ يبادُ

  • تَحْوِيْ العَلاَءَ بِهِ فَتَمْنَعُ نَيْلَهُ

  • وَ المالُ ساعة َ يستفادُ يفادُ

  • يَفْدِيْكَ أَهْلُ مَمَالِكٍ هَضَبَاتُهَا

  • فِي جَنْبِ ذَا المُلْكِ الأَشَمِّ وِهَادُ

  • نُعْمَانُ هذا العَصْرِ أَنْتَ وَإِنَّنِي

  • فِي حَيْثُ يَنْتَسِبُ القَرِيضُ زِيَادُ

  • لاَ يلفتنكَ عنْ ثنائي لافتٌ

  • فَلِكُلِّ قَوْلٍ مَا عَدَاهُ نَفَادُ

  • وَاسمعْ لمحكمة ِ النظامِ حليها

  • دُرَرُ الثَّنا وَجِلاَؤُهَا الإِنْشَادُ

  • وَاشْفَعْ بِهَا تِلْكَ القَلاَئِدَ إِنَّهَا

  • منْ خيرِ ما تزهى بهِ الأجيادُ

  • وَاقْتَدْ بِمَا أَسْدَتْ يَدَاكَ مَدَائِحاً

  • لولاكَ لمْ يملكْ لهنَّ قيادُ

  • أنى أمدُّ يداً إلى طلبٍ وَلي

  • منْ جودِ كفكَ طارفٌ وَتلادُ

  • وَاسعدْ بهِ عاماً سحائبُ يمنهِ

  • هُطُلٌ وَكَوْكَبُ سَعْدِهِ وَقَّادُ

  • لاَزالَ عنا ظلُّ منْ أيامنا

  • مِنْ حُسْنِهَا فِي ظِلِّهِ أَعْيَادُ

  • وَأَقَامَ هذا المُلْكُ أَخْضَرَ لاَئِذاً

  • بفنائهِ الورادُ وَ الروادُ

  • وَحييتَ للأدبِ الذي أحييتهُ

  • فَنَفَاقُهُ إِلاَّ لَدَيْكَ كَسَادُ



أعمال أخرى ابن حيوس



المزيد...

العصور الأدبيه

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك