الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن حيوس >> حاشاكَ أنْ تسلبَ الأيامُ ما تهبُ >>
قصائدابن حيوس
حاشاكَ أنْ تسلبَ الأيامُ ما تهبُ
ابن حيوس
- حاشاكَ أنْ تسلبَ الأيامُ ما تهبُ
- وَأَنْ تُخَوِّفَ مَنْ أَمَّنْتَهُ النُّوَبُ
- قدْ رامَ نفيَ كلابٍ عنْ مواطنها
- بالختلِ منْ مالهُ في أرضها نشبُ
- وَالرومُ تسعى اغتيالاً لاَ مصالتة ً
- ألاَ ثنوها وَكاساتُ الردى نخبُ
- فِي مَوْقِفٍ خَرِسَتْ أَيْدِي الكُماة ِ بِهِ
- وَللصوارمِ فيهِ ألسنٌ ذربُ
- غَزَوا مِئِينَ أُلُوفٍ فِي مِئِينَ فَما
- فَاتَ المَنِيَّة َ مَنْ لَمْ يُنْجِهِ الهَرَبُ
- فصدرُ ملكهمُ مما جرى حرجٌ
- وَقَلْبُ مَلْكِهِمُ مِمَّا يَرى يَجِبُ
- تَوَهَّمَ الحَزْمَ مَوْلُوداً فَصَحَّ لَهُ
- مذْ قارعَ التركَ أنَّ الحزمَ مكتسبُ
- وَليسَ ترضى العوالي وَهيَ ما انحطمتْ
- أنْ يطردَ الأسدَ عنْ عريسها الشببُ
- وَهِيَ المَمالِكُ لاَ تُحْمى مَسارِحُها
- إذا أضرَّ بذؤبانِ الفلاَ السغبُ
- إِنَّ العَوَاصِمَ نادَتْ مِنْكَ عَاصِمَها
- وَقَدْ تَوَالى عَلَيْها الخَوْفُ وَالرَّهَبُ
- إِذْ كُلُّ ماطِرَة ٍ ذَا الكَفُّ مَنْشَأُها
- وَكُلُّ عِزٍّ بِهَذَا السَّيْفِ مُكْتَسَبُ
- لا تخملِ الشركَ في استئصالِ شأفتها
- فَإِنَّمَا الشَّامُ جِسْمٌ رَأْسُهُ حَلَبُ
- وَانْهَضْ لِنُصْرَتِها فِي أُسْدِ مَلْحَمَة ٍ
- كأنَّ جدَّ المنايا بينهمْ لعبُ
- بمقرباتٍ كساها نقعُ أرجلها
- أَضْعافَ ما بَزَّها التَّقْرِيبُ وَالخَبَبُ
- مُقْوَرَّة ٌ طَالَمَا أَنْضَيْتَها تَعَباً
- عِلْماً بِأَنَّ سَيَجْني الرَّاحَة َ التَّعَبُ
- فِي القَيْظِ وَالقُرِّ لاَظِلٌّ وَلاَ كَنَفٌ
- لَهَا فَلَيْسَتْ بِغَيْرِ النَّقْعِ تَحْتَجِبُ
- فَعِزُّ مَنْ دَانَ دَانٍ مَا اسْتَقَامَ بِها
- وَقَلْبُ مَنْ لَمْ يُجِبْ مِنْ خَوْفِهَا يَجِبُ
- اوقعْ بها نارَ عزمٍ منكَ ليسَ لها
- إلاَّ الكماة ُ إذا ما أسعرتْ حطبُ
- نَارٌ مَتى وَقَعَتْ منْ دُونِ خَرْشَنَة ٍ
- فكلُّ منْ خلفَ أنطاكية ٍ حصبُ
- إِذَا أكْتَسَتْ بَارِضَ الرِّبْعِيِّ أَرْضُهُمُ
- فَلْيَرْقُبُوهَا فَإِنَّ المُلْتَقَى كَثَبُ
- وَلَوْ دَرَوْا أَنَّها وَالعُشْبَ طَالِعَة ٌ
- مَا سَرَّ مُجْدِبَهُمْ أَنْ يَطْلَعَ العُشُبُ
- قَدْ صَدَّ عَنْهُمْ غِرَارَ النَّوْمِ سَيْفُ هُدى ً
- غرارهُ بدمِ الأعداءِ مختضبُ
- شَعْبُ الخِلاَفَة ِ مُذْ سَلَّتْهُ مُلْتَئِمٌ
- لكِنْ عَصَا مَنْ عَصى مِنْ حَدِّهِ شُعَبُ
- فالمستجيرُ بذي الراياتِ معتصمٌ
- لاَ المستجيرُ بمنْ راياتهُ الصلبُ
المزيد...
العصور الأدبيه