قصائدابن حيوس



تَفَرَّدْتَ بِالْمَجْدِ دُونَ الأُمَمْ
ابن حيوس



  • تَفَرَّدْتَ بِالْمَجْدِ دُونَ الأُمَمْ

  • وحزتَ منَ العزمِ ما لمْ يُرمْ

  • فما لحديثٍ أتى في العلا

  • حَدِيثٌ وَلاَ لِقَدِيمٍ قَدَمْ

  • وفي كلِّ يومٍ ثناءٌ يسيرُ

  • وَمَجْدٌ يَخُصُّ وَجُودٌ يَعُمُ

  • سَلَكْتَ إِلى نَيلِ ما رُمْتَهُ

  • سَبِيلاً لِغَيرِكَ لَمْ يَسْتَقِمْ

  • وقدْ أعجزَ النَّاسَ هذا الصُّعودُ

  • وَمَا بَلَغَتْ مُنْتَهاها الْهِمَمْ

  • ولوْ لمْ يكنْ لكَ إلاَّ الفعالُ

  • لأغناكَ عنْ فخرِ خالٍ وعمّْ

  • عَلَى أَنَّ مَعْشَرَكَ الضَّارِبُو

  • نَ هبراً حيالَ النِّعمْ

  • هُمُ الْقَوْمُ يَبْلُغُ مَوْلُودُهُمْ

  • مَدى الْحِلْمِ قَبْلَ بُلُوغِ الْحُلُمْ

  • إِذَا خُوشِنُوا فَبِحارُ الرَّدى

  • وَإِنْ حُوسِنُوا فَبِحارُ الْكَرَمْ

  • ولوْ لمْ يكنْ لهمُ مفخرٌ

  • سِوَاكَ لَقالَ الوَرى حَسْبُهُمْ

  • وفي روضِ أيَّامكَ المونقاتِ

  • تنزَّهَ طرفُ المنى فلتدمْ

  • فقدْ ضحكَ الدَّهرُ عجباً بها

  • وَما كانَ مِنْ قَبْلِها يَبْتَسِمْ

  • أنرتَ لياليَ أهلِ الشَّآمِ

  • وَكانَ نَهارُهُمُ مُدْلَهمّْ

  • وبيَّضتَ بالعدلِ سودَ الوجوهِ

  • وَسَوَّدْتَ بِالأَمْنِ بِيضَ اللِّمَمْ

  • أَبى حَلُّ سَيْفِكَ عَقْدَ العِدى

  • لِعَقْدِ الْخِلاَفَة ِ أَنْ يَنْفَصِمْ

  • فَلِلّهِ جِدُّكَ ماذا بَنى

  • وَإِقْبَالُ جَدِّكَ ماذَا هَدَمْ

  • وللهِ سيفُ عليٍّ فكمْ

  • أشمَّ المذلَّة َ أنفاً أشمّْ

  • لَوَ كَّلْتَ طَيّاً بِطَيِّ القِفارِ

  • وَلَوْ لَمْ تَرُمْ مُلْكَهُمْ لَمْ يُرَمْ

  • وفرَّقتهمْ فرقاً في البلادِ

  • فهلْ كانَ عزمكَ سيلَ العرمْ

  • فَإِنْ شَرِكُوا الرُّومَ فِي شِرْكِهِمْ

  • فَما رُزِقُوا الْحَظَّ مِنْ مُلْكِهِمْ

  • عليهمْ منَ اللَّعنِ أضعافُ ما

  • عَلَيْهِمْ وَلَيْسَ لَهُمْ ما لَهُمْ

  • فَلاَ يَأْمَنُوا نُصْرَة َ الْمُشرِكِينَ

  • فعندهمُ فوقَ ما عندهمْ

  • وَكُلُّ بَعِيدٍ عَلَيْها أَمَمْ

  • بِمُنْهَزِمٍ مِنْ يَدَيْ مُنْهَزِمْ

  • ومنْ مسلمٍ خانَ إسلامهُ

  • وَيُظْهِرُ لِلشِّركِ رَعْيَ الذِّمَمْ

  • لقدْ عدموا الرَّأيَ فاستنصروا

  • طَرَائِدَ مَنْ ذَلَّ فِي نَصْرِهِمْ

  • فَهَبْ آلَ يُونانَ لَمْ يُخْبِرُوا

  • فَأَبْناءُ قَحْطانَ مَنْ غَرَّهُمْ

  • وما يقبحُ الجهلُ منْ جاهلٍ

  • كَما يَقْبُحُ الْجَهْلُ مِمَّنْ عَلِمْ

  • وقدْ أطمعَ القومَ إهمالهمْ

  • فعاثوا وأغراهمُ حينهمْ

  • فَرُدْ أَرْضَهُمْ فِي جُيُوشِ الإِمامِ

  • لِتُنْسِيَ ما فَعَلَ الْمُعْتَصِمْ

  • ووفِّرْ بقسطونَ قسطَ النُّزولِ

  • بِصَحْرَآئِها فَالْمُسِيؤُونَ هُمْ

  • فقدْ طالما نزلوا بالرَّقيمِ

  • فَصَبَّحْتَ أَحْياءَهُمْ بِالرَّقِمْ

  • وَيَمِّمْ بِها مِنْ وَرَآءِ الدُّروبِ

  • لِيَلْحَقَ بِالْمُسْتَذِمِّ الْمُذِمّْ

  • فسمرُ الرِّماحِ تشكّى الظَّما

  • وبيضُ الصِّفاحِ تشكّى القرمْ

  • فَتِلْكَ مَشارِبُها فِي الصُّدُورِ

  • وهذي مطاعمها في القممْ

  • وَقالُوا بَغى القَطَبانُ اللِّقآءَ

  • وأوعدَ بالحربِ فيما زعمْ

  • فَقُلْتُ سَيْصْرَعُهُ بَغْيُهُ

  • كَذَاكَ بَغى صالِحٌ فَاختُرِمْ

  • وَعِيدٌ تَبَيَّنَ فِيمَنْ أَتاهُ

  • كتبيينِ ريحِ الصَّبا في إضمْ

  • وما للخصيِّ وما للقِّاءِ

  • وكيفَ تلاقي الرِّجالَ الحرمْ

  • وَأَنْتَ قَتَلْتَ أَعَزَّ الْفُحُولِ

  • فَمَاذَا يَظُنُّ أَذَلُّ الْخَدَمْ

  • ولاَ واعتزامكَ لا روِّعتْ

  • بِتِلْكَ البَهائِمِ هذِي البُهَمْ

  • أأنصارَ ملَّة ِ خيرِ الورى

  • أترضونَ للحقِّ أنْ يُهتضمْ

  • أَلاَ فَاقْتَضُوا دَيْنَ دِينِ الْهُدى

  • لِيُنْجِزَ رَبُّكُمُ وَعْدَكُمْ

  • فَهذِي الطَّرِيقُ إِلى جَنَّة ِ الْ

  • خلودِ فمنْ حادَ عنها ندمْ

  • وقدْ آنَ للحقِّ أنْ يستردَّ

  • كَما آنَ لِلدَّاءِ أَنْ يَنْحَسِمْ

  • فَأَبْلُوا أَمامَ إِمامِ الْهُدى

  • بلاءً يؤمَّلُ منْ مثلكمْ

  • لتأتوا إلهكمُ في المعادِ

  • بأعمالكمْ دونَ أنسابكمْ

  • وجودوا بأنفسكمْ إنَّما

  • يُصانُ الْوَشِيجُ لِكَيْ يَنْحَطِمْ

  • وَكَيْفَ يَخافُ الرَّدى مَعْشَرٌ

  • إِذَا عَطَبَ الْمَرْءُ مِنْهُمْ سَلِمْ

  • فَلاَ بُدَّ مِنْ قَوْدِها شُزَّباً

  • طوالٌ أعنَّتها والحزمْ

  • تجاذبُ أسدَ اللِّقاءِ اللُّجمْ

  • فَكُلُّ طَرِيدٍ بِها مُدْرَكٌ

  • كأنِّي بها منْ وراءِ الخليجِ

  • أَمامَ الْمُظَفَّرِ تَهْوي زِيَمْ

  • وقدْ قابلَ البحرَ سيفُ الإمامِ

  • بِبَحْرِ رَدى ً مَوْجُهُ مُرْتَطِمْ

  • وَقَدْ غَصَّ بِالجَيْشِ ذَاكَ الْفَضَا

  • فضاقَ على الخائفِ المنهزمْ

  • فما وهدة ٌ ما بها صعدة ٌ

  • ولاَ علمٌ ما عليهِ علمْ

  • سَيُعْطِيكَ مَلْكُهُمُ مُلْكَهُ

  • وعنْ ذلَّة ٍ ذاكَ لا عنْ كرمْ

  • جرى لكَ في اللَّوحِ ألاَّ عزيزَ

  • يعزُّ عليكَ وجفَّ القلمْ

  • وقدْ حكَّمتكَ شفارُ السُّيوفِ

  • عَلَى كُلِّ ذِي عِزَّة ٍ فَاحْتَكِمْ

  • أَبَيْتَ فَنَارُكَ لاَيُصْطَلى

  • لَظَاهَا وَجَارُكَ لاَ يُهْتَضَمْ

  • وَقُمْتَ بِفَرْضِ جِهَادِ الْعَدُوِّ

  • فأغنى قيامكَ منْ لمْ يقمْ

  • فلاَ تحسبِ الرُّومُ أنْ قدْ رقدتَ

  • فَمُذْ نَبَّهَتْكَ الْعُلى لَمْ تَنَمْ

  • عَزَائِمُ تَمْضِي مَضَاءَ الظُّبى

  • وتربي على كلِّ نجمٍ نجمْ

  • فَمِنها فَوَادِحُ تُجْلِي الْعِدى

  • ومنها مصابحُ تجلو الظُّلمْ

  • فأيُّ وليٍّ بها ما اهتدى

  • وأَيُّ عَدُوٍّ بِها مَا رُجِمْ

  • أَنَخْتُ لَدَيْكَ مَطَايَا الْمُنى

  • وهلْ يتعدّى زهيرٌ هرمْ

  • فأمَّنتني بالعلوِّ الغلوِّ

  • وَأَعْدَمْتَنِي بِالنَّوَالِ الْعَدَمْ

  • وَلَوْ كانَ ذَا العِيدُ ذَا نَاظِرٍ

  • لأعشتهُ أنوارُ هذي الشِّيمْ

  • فَدُمْتَ تُوَدِّعُهُ مَا مَضى

  • وَتَلْقَاهُ مُسْتَقْبِلاً مَا قَدِمْ

  • فلسنا نراعُ لظلمِ الخطوبِ

  • وَعَدْلُكَ عَادٍ عَلَى مَنْ ظَلَمْ

  • إذا ما ألمَّ بنا ما يهولُ

  • فأنتَ المليءُ بدفعِ الملمّْ

  • فأمَّننا اللهُ فيكَ المخوفَ

  • وألهمنا شكرَ هذي النِّعمْ



أعمال أخرى ابن حيوس



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟