الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن حيوس >> بِنَصْرِكَ يُدْرَكُ الْفَتْحُ الْمُبِينُ >>
قصائدابن حيوس
بِنَصْرِكَ يُدْرَكُ الْفَتْحُ الْمُبِينُ
ابن حيوس
- بِنَصْرِكَ يُدْرَكُ الْفَتْحُ الْمُبِينُ
- وَعِنْدَكَ يُؤْمَنُ الزَّمَنُ الْخَؤُونُ
- وجاركَ ضدُّ مالكَ منذُ أمَّا
- مَحَلَّكَ ذَا تُعِزُّ وَذَا تُهِينُ
- لَكَ الْعَرَضُ الْمُباحُ لِمَنْ بَغاهُ
- منَ العافينَ والعرضُ المصونُ
- وَإِقْدَامٌ تَبُورُ بِهِ الأَعادِي
- وإنعامٌ تقرُّ بهِ العيونُ
- تحوزُ يداكَ أبكارَ المعالي
- وَيَأْباها إِباؤُكَ وَهْيَ عُونُ
- ولمْ تطلِ الورى حتّى تساوتْ
- سُهُولُ الْمَجْدِ عِنْدَكَ وَالْحُزُونُ
- بساحتكَ العطايا والرَّزايا
- فَفِي يَدِكَ الأَمانِي وَالْمَنُونُ
- عَطايا إِنْ تَجَاهَلَها حَسُودٌ
- فعندَ وهيبٍ الخبرُ اليقينُ
- أيادٍ جدنَ سحّاً وهيَ بيضٌ
- بما يُعيي السَّحائبَ وهيَ جونُ
- وَصَلْتَ بِها كَرِيمَ النَّجْرِ دَارَتْ
- عَلَيْهِ لِلعَدُوِّ رَحى ً طَحُونُ
- فكنتَ بردِّ ثروتهِ جديراً
- وأنتَ بعودِ عزَّتهِ قمينُ
- ومنْ بعدِ الألوفِ منحتَ كوماً
- غَنِيٌّ مَنْ تُقِلُّ وَمَنْ تَمُونُ
- محرَّمة ُ الغواربِ ما علتها الرِّ
- جالُ وَلاَ تَبَطَّنَها وَضِينُ
- ولاَ حكَّتْ لها الأقتابُ جلداً
- وَلاَ خَرَمَتْ مَناخِرَها الْبُرِينُ
- ولوْ منْ عندِ غيركَ يبتغيها
- لعزَّتْ عندهُ العنسُ الأمونُ
- متالٍ لوْ يعاينها جريرٌ
- درى أنَّ ابنَ مروانٍ ضنينُ
- ولمْ يذكرْ هنيدتهُ حياءً
- وعندَ المسكِ يُلغى الياسمينُ
- حلفتُ بربِّ منْ صلّى وضحّى
- وما ضمنَ المحصَّبُ والحجونُ
- فَمَهْلاً فَالْحَدِيثُ مِنَ التَّعَدِي
- سيخلقُ والحديثُ لهُ شجونُ
- وَفِي التَّحْكِيمِ قَدْ رَضِيَتْ قُرَيْشٌ
- بِما لَمْ يَرْضَ أَنْزَعُها البَطِينُ
- وعندَ أبي سلامة َ ما يُداوى
- بِهِ إِنْ أَعْجَزَ الطَّبَّ الْجُنُونُ
- عتاقٌ ليسَ يسبقها طريدٌ
- وَسُمْرٌ لاَ يُبِلُّ لَها طَعِينُ
- ولنْ تنسى ضغائنها قلوبٌ
- لِنِيرَانِ الْحُقُودِ بِها كُمُونُ
- ولاَ ترضى نميرٌ وهيَ حيٌّ
- لَقَاحٌ لِلْنَّوَائِبِ لاَ يَلِينُ
- كَأَنَّهُمُ وَقَدْ قُهِرُوا صَرِيحٌ
- كَرِيمُ الْبَيْتِ رَوَّعَهُ هَجِينُ
- وما تغني الصَّورمُ والعوالي
- إذا ما أعوزَ الرَّأيُ الرَّصينُ
- ولاَ تحمي الدُّروعُ وما علاها
- فتى ً لمْ يحمهش أجلٌ حصينُ
- وَلَوْلاَ الْخُلْفُ مَا خَافَتْ عِدَاها
- لإلباسٍ ولاَ خفَّ القطينُ
- وَلاَ زَأَرَتْ عُبَادَة ُ بَعْدَ صَمْتٍ
- زئيراً سوفَ يتبعهُ أنينُ
- وَإِنْ تَبِعُوا زَعِيمَهُمُ وَنَالُوا
- منالاً كذِّبتْ فيهِ الظُّنونُ
- فما انعطفوا لهُ إلاَّ خداعاً
- كَمَا انْعَطَفَتْ عَلَى البَوِّ اللَّبُونُ
- وَلَوْلاَ ظُلْمُهُ اشْتَمَلُوا عَلَيهِ
- كما اشتملتْ على الحدقِ الجفونُ
- وأعلمُ أنْ سيبدو ما أسرُّوا
- إِذَا أَبْدَتْ سَرَائِرَها الْجُفُونُ
- فكيفَ بهمْ إذا سُلَّتْ سيوفٌ
- بماضي حكمها تُقضى الدُّيونُ
- جنى وانصاعَ مغترّاً بفتحٍ
- أَعَانَ عَلَيْهِ مَنْ لاَ يَسْتَعِينُ
- وناقضَ منْ يذودُ حماة َ حربٍ
- وَلاَ تَخْشى جَرِيرَتَهُ کلظعُونُ
- يُخافُ الحرُّ والمملوكُ فيكمْ
- وَيُرْجَى الطِّفْلُ مِنْكُمْ وَالجَنِينُ
- فلاَ عدمتْ سماءُ المجدِ منكمْ
- شموساً لاَ تغيِّبها الدُّجونُ
- فأنتمْ دوحة ٌ طالتْ وطابتْ
- سَقى أَعْرَاقَها كَرَمٌ وَدِينُ
- لها في العامِ أجمعهِ ثمارٌ
- وَفِي أَعلى السَّماءِ لَهَا غُصُونُ
- أَذَا الشَّرَفَيْنِ إِنْ أَعْتَقْتَ أَسْرِي
- فشكري بالَّذي تولي رهينُ
- لقدْ كثَّرتَ حسَّادي فأربوا
- على حسَّادِ آدمض وهوَ طينُ
- دنا فصلُ الشِّتاءِ ولي عداتٌ
- نداكَ المستفيضُ بها قمينُ
- بذاكَ شهدتُ حتّى ازددتُ منهُ
- لأعلمَ أنَّكَ البرُّ الأمينُ
- وتلبسني على عيبي فعندي
- ثناءٌ لاَ يحولُ ولاَ يخونُ
- يَزُورُ ذَرَاكَ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ
- غِنَاءٌ لَمْ تَدُرْ فِيهِ اللُّحُونُ
- ولوْ في غيرِ بحركَ غصتُ عاماً
- لأعوزَ فيهِ ذا الدُّرُّ الثَّمينُ
المزيد...
العصور الأدبيه