الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن حيوس >> بِجِيدِ عُلاَكَ مَدْحِي كُلَّ آنِ >>
قصائدابن حيوس
بِجِيدِ عُلاَكَ مَدْحِي كُلَّ آنِ
ابن حيوس
- بِجِيدِ عُلاَكَ مَدْحِي كُلَّ آنِ
- يَلُوحُ كَأَنَّهُ عِقْدُ الْجُمَانِ
- ولوْ لمْ ينظمِ الشُّعراءُ مدحاً
- لَكُمْ أَغْنَتْكُمُ سُوَرَ القُرَانِ
- وَفِي ضِمْنِ الصَّلاَة ِ لَكُمْ صَلاة ٌ
- فَلاَحٌ فِي الإِقَامَة ِ وَالأَذَانِ
- ألستَ ابنَ الَّذي قهرَ الأعادي
- وذادَ برأيهِ غيرَ الزَّمانِ
- وروَّعَ كلَّ صاحبِ مشرفيٍّ
- مروعٍ وهوَ صاحبُ طيلسانِ
- وَشَاعَ إِبَاؤُهُ في النَّاسِ حَتّى
- تَنَاذَرَهُ الأَقَاصِي وَالأَدَانِي
- إِذَا الْهَيْجَاءُ هَاجَتْهُ رَأَتْهُ
- مليّاً بالضِّرابِ وبالطِّعانِ
- لهُ في الصُّبحِ فرسة ُ ليثِ غابٍ
- وَتَحْتَ اللَّيْلِ نَهْشَة ُ أُفْعُوَانِ
- ولمَّا غابَ عنَّا نبتَ عنهُ
- كما نابَ الحسامُ عنِ السِّنانِ
- وَإِنْ كانَتْ خِلالُ النَّاسِ شَتّى
- فَمَا الْعَلْيَاءُ إِلاَّ فِي ثَمَانِ
- إقالة ِ عاثرٍ وغنى فقيرٍ
- وَنَيْلِ مُمَنَّعٍ وَفَكاكِ عَانِ
- وأمنٍ لمْ يشبْ بمذيقِ خوفٍ
- ومنٍّ لمْ يُكدَّرْ بامتنانِ
- وَبَذْلِ الرُّعْبِ فِي عَاصٍ وَبَاغٍ
- وَبَسْطِ الْعَدْلِ فِي قَاصٍ وَدَانِ
- صِفَاتٌ كُمِّلَتْ لَكَ مُؤذِناتٌ
- بأنَّكَ في الكرامِ بغيرِ ثانِ
- وأنَّ المجدَ ما توليهِ لا ما
- يحدِّثهُ فلانٌ عنْ فلانِ
- رَأَيْنَا مِنْكَ مَا لَمْ يُرْوَ عَنْهُمْ
- فَأَلْغَيْنَا السَّماعَ لَدى العِيَانِ
- خَفُوا لَمَّا ظَهَرْتَ كَذَاكَ يَخْفى
- بِضَوْءِ الشَّمْسِ نُورُ الزَّبرِقَانِ
- وقهركَ منْ أخافَ النَّاسَ قدماً
- كَفَاكَ تَطَاوُلاً فِي ذَا الزَّمَانِ
- فَمَا مِنْ عَالَمِ الْغَبْرَاءِ عَادٍ
- وَلاَ فِي الْجَمَّة ِ الْخَضْرَاءِ جَانِ
- لأنَّكَ منذُ صرتَ لها قريناً
- بدا في الأرضِ تأثيرُ القرانِ
- وَإِنْ جَاوَزْتَ قَدْرَ الْمَدْحِ حَتّى
- لَأَصْبَحَ جَاهِدٌ فِيهِ كَوَانِ
- وإنَّ حديثكَ السَّيَارَ أشهى
- إلى سمعِ الطَّروبِ منَ الأغاني
- فداؤكَ كلُّ ذي عرضٍ عزيزٍ
- عَلَى الرَّاجِي وَذِي عِرْضٍ مُهَانِ
- وَأَمْلاَكٌ أَبَادُوا مَا أَبَادُوا
- مُضَاعاً فِي الْقَنَانِي وَالقِيَانِ
- وَعَزَّ الْخَيْرُ مِنْهُمْ فَالتَّعَازِي
- إذا بطشَ الزَّمانُ بهمْ تهاني
- لقدْ روَّى وهاديَ والرَّوابي
- حياً قبلَ انتجاعيهِ سقاني
- وأغنى بالسَّواري والغوادي
- رياضَ الحمدِ عنْ سقيا السَّواني
- هدايا واصلتْ فظننتُ كسرى
- وأيَّاماً كيومِ المهرجانِ
- وما شينتْ بمطلٍ واقتضاءٍ
- وَلاَ سُبِقَتْ بِوَعْدٍ أَوْ ضَمَانِ
- وَإِنْ أَغْنى نَدَاكَ فَقَدْ تَغَنَّى
- بِمَا حَبّرَتُ فِيكَ الْخَافِقَانِ
- فَأَقْصَاهُ بِأَرْضِ النَّهْرَوَانِ
- وأدناهُ بأقصى القيروانِ
- غَرَائِبُ لاَ يُرَدُّ لَهَا شَفِيعٌ
- إِذَا حَلَّتْ ذَرى مَلِكٍ هِجَانِ
- أَوَانِسُ عَنْ سِوَاكَ لَها نِفَارٌ
- كما نفرتْ منَ الشِّيبِ الغواني
- زَفَفْتُ إِلَيْكَ فِيهَا كُلَّ بِكْرٍ
- ولمْ أسمحْ لغيركَ بالعوانِ
- أَأَمْدَحُ مَنْ أُرَجِّمُ فِيهِ ظَنِّي
- وَأَتْرُكُ مَنْ بِأَنْعُمِهِ ابْتَدَانِي
- وَأَدْعُو مَنْ بِهِ صَمَمٌ وَعِيٌّ
- وَأَقْعُدُ عَنْ إِجَابَة ِ مَنْ دَعَانِي
- وَلَسْتُ أَرى إِرَاقَة َ مَاءِ وَجْهِي
- نَوَالُكَ عَنْ إِرَاقَتِهِ نَهَانِي
- شَرُفْتَ مَنَاقِباً وَشَرَفْتُ قَوْلاً
- فأيقنَ منْ رآكَ ومنْ رآني
- بِأَنَّكَ رَبُّ أَبْكَارِ الْمَعَالِي
- وَأَنِّي رَبُّ أَبْكَارِ الْمَعَانِي
- فَلاَ بَرِحَتْ تَدِينُ لَكَ اللَّيَالِي
- وتخضعُ ما تدانى الفرقدانِ
- ولاَ دجتِ البسيطة ُ بلْ أضاءتْ
- بمجدكَ ما أضاءَ النَّيِّرانِ
- تُقضِّي الدَّهرَ عاماص بعدَ عامٍ
- وتُفنيهِ بعمرٍ غيرِ فانِ
المزيد...
العصور الأدبيه