الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَمَّا الزَّمَانُ فَقَدْ أَلْزَمْتَهُ الْجَدَدا >>
قصائدابن حيوس
أَمَّا الزَّمَانُ فَقَدْ أَلْزَمْتَهُ الْجَدَدا
ابن حيوس
- أَمَّا الزَّمَانُ فَقَدْ أَلْزَمْتَهُ الْجَدَدا
- وَالمكرماتُ فقدْ أنشأتها جددا
- فعاودَ الخوفُ أمناً وَالمباحُ حمى ً
- وَالْجَدْبُ فِي الأْرْضِ خِصْباً وَالضَّلاَلُ هُدا
- وِزَارَة ٌ لَوَتِ الأْعْنَاقَ خَاضِعَة ً
- لعزها وَعهدنا ليها صيدا
- فَارَقْتَها لاَ كَغَيْثٍ صَدَّ عَنْ بَلَدٍ
- يَشْكُو الظَّمَابَلْ كَرُوحٍ فَارَقَتْ جَسَدا
- وَعدتَ وَالنومُ قدْ ألوتْ بهِ فتنٌ
- لِأَجْلِهَا ذُمَّ عَيْشٌ طَالَمَا حُمِدا
- فقمتَ في كفَّ كفَّ الخطبِ حينَ سطا
- وَ نبتَ في صرفِ الدهرِ حينَ عدا
- وَهَلْ نَذُمُّ زَمَاناً مَا أَسَاءَ بِنَا
- إِلاَّ لِيُحْسِنَ فِي إِنْجَازِ مَا وَعَدا
- يثني عليهِ وَإنْ أضحى يعنفهُ
- مَنْ لَيْسَ يَعْرِفُ مَعْنَاهُ الَّذِي قَصَدا
- فكمْ لهُ عندنا منْ منة ٍ عظمتْ
- وَنعمة ٍ لا يؤدى شكرها أبدا
- خُطُوبُهُ لَكَ بِالإعْجَابِ خَاطِبَة ٌ
- وَجورهُ لكَ بالإعجازِ قدْ شهدا
- إنَّ الإمامَ حمى الملكَ الأعزَّ بمنْ
- لاَتَسْتَطِيعُ الَّليَالِي حَلَّ مَا عَقَدا
- تَصَفَّحَ النَّاسَ ثُمَّ اخْتَارَ أَحْسَنَهُمْ
- فِيهِ وَفِي بَيْتِهِ رَأْياً وَمُعْتَقَدا
- أعدَّ للبعثِ ذخراً منْ ولائهمُ
- يَبْقى إِذَا كُلُّ ذُخْرٍ صَالِحٍ نَفِدا
- وَلَمْ تَزَلْ فِي اجْتِيَاحِ الإْفْكِ مُنْصَلِتاً
- وَفِي جِهَادِ عُدَاة ِ الدِّينِ مُجْتَهِدا
- مُعَظَّماً قَبْلَ تَعْظِيمِ الإِمَامِ لَهُ
- وَالسَّيْفُ يُخْشى وَيُرْجى سُلَّ أَوْ غُمِدا
- مَتى تزُرْهُ لِعِلْمٍ وَاكْتِسَابِ غِنى ً
- فاضَ النديُّ بياناً وَالبنانُ ندا
- يبخلُ الديمة َ الوطفاءَ مختصراً
- وَيسبقُ الحرجفَ النكباءَ متئدا
- وَماجدٌ لسوى العلياءِ ما خلقتْ
- أخلاقهُ وَلغيرِ الفضلِ ما ولدا
- وَلاَ نَبَذْتَ حَدِيثاً فِيهِ قَدْ وَردَا
- بعزمهِ وَسألناهُ فما اقتصدا
- فَلَيْسَ يَلْقاكَ مَأْمُورٌ بِمَعْصِيَة ٍ
- عَلَى الْمَكِينِ الْحَفِيظِ الأَوْحَدِ اعْتَمَدا
- وَكيفَ يعدوكَ وَالأيامُ عادية ٌ
- مَنْ رَامَ مِثْلَكَ فِي الدُّنْيا فَما وَجَدا
- إِنَّ السَّعادَة َ عَمَّتْ مُذْ خُصِصْتَ بِها
- فاسلمْ على رغمِ حسادٍ وَكبتِ عدا
- أخفوا ضباباً كداها في صدورهمُ
- وَهُمْ ضِبابٌ لَها فَرْطُ الْخُضُوعِ كدا
- فَلاَ تَرُعْهُمْ وَكُنْ مِنْهُمْ عَلَى ثِقَة ٍ
- أنَّ الحمامَ إليهمْ يسبقُ الكمدا
- وَجلة ُ القومِ فقاتلهمْ بسعيهمُ
- فيما تحبُّ وَلاَ تستصغرِ النقدا
- ما حِدْتَ عَنْ آيَة ٍ فِي الْعَفْوِ مُنْزَلَة ٍ
- وَرُبَّما عَزَّهُ أَنْ يَقْلَعَ الْوَتِدا
- وَذا مقالٌ غنيٌّ عنْ هدايتهِ
- مَنْ مُذْ تَنَبَّهَ لِلْعَلْياءِ ما رَقَدا
- إني بذا النصحِ لما عنَّ في خلدي
- كالْخُلْدِ دَلَّ عَلَى حِيسِ الْفَلاَ الأَسَدا
- رقتَ الإمامة َ في قولٍ وَفي عملٍ
- فَبُلِّغَتْ بِكَ هذَا الْمُرْتَقى الصُّعُدا
- فَکشْكُرْ خَلِيلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِمَنْ
- أعطاكَ منزلة ً لمْ يعطها أحدا
- وَاحكمْ على كلَّ منْ رامَ العنادَ لهُ
- بِحُكْمِ جَدِّكِ فِي النُّعْمانِ إِذْ عَنَدَا
- كَذَّبْتَ بِالْعَدْلِ إِذْ أَصْبَحْتَ باسِطَهُ
- مَنْ قالَ كِسْرى أَنُوِشرْوَانُ قَدْ فُقِدَا
- وَأوردتكَ سجاياكَ التي شرفتْ
- مِنَ النَّباهَة ِ بَحْراً قَطُّ ما وُرِدَا
- وَهيَ الفضائلُ منْ أعلينَ رتيتهُ
- طالَ الأَنامَ وَمَنْ أَفْرَدْنَهُ انْفَرَدَا
- آزَرْتَ أَرْبابَ هذَا الأَمْرِ آوِنَة ً
- عزّاً لمنْ ذلَّ نهاضاً لمنْ قعدا
- هَلْ كُنْتَ فِي الْقَوْمِ إِلاَّ بانِياً شَرَفاً
- وَمُصْلِحاً فاسِداً أَوْ مُوْضِحاً رَشَدَا
- وَما أَتى مِنْكَ فِعْلٌ أَوْ أَمَرْتَ بِهِ
- فِيهِ الْكَلاَمَ وَما مَثَّلْتهُ اعْتُمِدَا
- ضافَرْتَ أَرْبَعَة ً مِنْهُمْ سَلَكْتَ بِهِمْ
- طَرَائِقاً ضَلَّ عَنْها مَنْ تَرَكْتَ سُدَا
- يسومها معوزٌ مما ينالُ بهِ
- وَشأنُ مينِ الفتى تقريبُ ما بعدا
- كَقائِلٍ بِلِسانٍ لَمْ يَحُطْهُ فَمٌ
- بدَّدْتَ وَفْرَكَ فِي فَرْضٍ وَنافِلَة ٍ
- أَوْعَاشِقٍ وَصَلَ کلْمَعْشُوقُ هِجْرَتَهْ
- مستيقظاً وَهوَ وصالٌ إذا هجدا
- فليخلُ ذو الأملِ الطماحِ منْ تعبٍ
- يُضيِعُهُ وَلْيُخَلِّ کلْحَاسِدُ کلحَسَدا
- إِني وَجَدْتُ لِطَرْفِ کلْعَيْنِ مِنْكَ عُلى ً
- سما لها وَلطرفِ المدحِ مطردا
- فَحَازَ نَيْلاً لِرَاويهِ وَقَائِلِهِ
- وَحَافِظِيهِ وَمَنْ غَنّى بِهِ وَشَدا
- إلى کلمَوَاطِنِ سَيّارٌ وَإِنْ بَعُدَتْ
- وَفي الحيازمِ معقولٌ وَإنْ شردا
- بقيتَ ما دامتِ الأعيادُ عائدة ً
المزيد...
العصور الأدبيه