الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن النبيه >> من كان قوس نباله من حاجب >>
قصائدابن النبيه
من كان قوس نباله من حاجب
ابن النبيه
- من كان قوس نباله من حاجب
- ما للقلوب إذا رنا من حاجب
- هن الممالك والخدود مطالب
- يحرسن من سيف الجفون بضارب
- ظبي ترى الأحداق محدقة به
- والبدر ليس يرى بغير كواكب
- خرجت مسامحة بوجنته لمن
- يخشى محاسبة الكريم الكاتب
- ولقد رعيت الخد أول نبته
- وتركت أسود شعره للحاطب
- ولبست ديباج النعيم بلثمه
- وخلعته إذ صار مسح الراهب
- وألفت قفر البيد لما أقفرت
- ممن أحب مراتعي وملاعبي
- ما للبدور من القصور تنقلت
- بهوادج ونجائب وسباسب
- كانت لهم بالأبرقين مشارق
- واليوم كم من غارب في غارب
- رحلوا وأبقوا لي بقية مهجة
- عللتها منهم بوعد كاذب
- فأرحتها من كربها وشغلتها
- من مدح مولانا بفرض واجب
- الأشرف الملك الذي عن بحره
- كل الأنام محدث بعجائب
- فالناس بين بنانه وبيانه
- في نعمتين رغائب وغرائب
- وتهزه في السلم نغمة طالب
- طربا ويوم الحرب صرخة طالب
- سل عن مواقف بأسه لما التقت
- يوم الهياج كتائب بكتائب
- والنبل في ظلل العجاج كأنه
- وبل تتابع من خلال سحائب
- لمعت أسنته على أعلامها
- فكأنها شهب ذوات ذوائب
- وتأودت بين السيوف رماحه
- فكأنها الأغصان بين مذانب
- تهوي الملوك إلى التثام ترابه
- فثغورهم كالدر فوق ترائب
- وتراهم زمرا على أبوابه
- قد حجبوا بمهابة لا حاجب
- خطبته أرمينية فتخيرت
- كفئا تنزه عن عتو الغاصب
- حقنت بوصلتها به دم أهلها
- فاستسعدوا بنوال أكرم واهب
- أمنوا على مهحاتهم من ظالم
- وعلى حمى أموالهم من سالب
- فجميع أقطار الممالك غيرة
- منها إليه مراسل من جانب
- يا وارث الإسكندر اجمع عاجلا
- بالفتح بين مشارق ومغارب
- يا نعمة لإلهنا في خلقه
- مقسومة لأقارب وأجانب
- عودت خيلك دائما أن لا تطا
- إلا جماجم كل أغلب غالب
- فكبت على ميدانها غضبا ورب
- الجد يأنف من صفات اللاعب
- حملت من السلطان طود مهابة
- وهزبر معركة وبحر مواهب
- وقد اختصرت ولو عددت خلاله
- أعيت على الملك الكريم الكاتب
- لا زال كوكبه منيرا شارقا
- وعدوه يسري بنجم غارب
المزيد...
العصور الأدبيه