الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن النبيه >> دع النوح خلف حدوج الركائب >>
قصائدابن النبيه
دع النوح خلف حدوج الركائب
ابن النبيه
- دع النوح خلف حدوج الركائب
- وسل فؤادك عن كل ذاهب
- ببيض السوالف حمر المراشف
- صفر الترائب سود الذوائب
- فما العيش إلا إذا ما نظمت
- بثغر الحباب ثنايا الحبائب
- أحاشيك من وقفة بالطلول
- تبل الصدى بصداها المجاوب
- تكلف صم الحجار الكلام
- وكم في جنون الهوى من عجائب
- ولو كنت تشكو هوى صادقا
- لما عللتك الأماني الكواذب
- تأمل حريق كؤوس الرحيق
- تر الماء يجمد والخمر ذائب
- لها في الزجاجة رقص الشباب
- ومفرقها أشمط النبت شائب
- وتزبد غيظا إذا أبرزت
- من الدن كالمحصنات الكواعب
- كأن الحباب على رأسها جواهر
- قد كللت في عصائب
- بحمرتها صح عند المجوس
- أن السجود إلى النار واجب
- شهدنا ومطربنا خاطب
- زواج ابنة الكرم بابن السحائب
- فمن قطرات الرذاذ النثار
- ومن وشي زهر الربيع المراتب
- رياض كخضرة زهر السماء
- وأزهارها مثل زهر الكواكب
- وللوحش سرب بقيعانها
- وللطير في جوها سطر كاتب
- برزنا إلى الرمي في حلبة
- حسان الوجوه خفاف المضارب
- بنادقهم في عيون القسي
- كأحداقهم تحت قسي الحواجب
- فتلك لها طائر في السماء
- وهذي لها طائر القلب واجب
- وحلت سوابق شهب خواطف
- حجن المناسر حو المحالب
- بزاة لها حدق الأفعوان
- وأظفارها كحمات العقارب
- فللأفق نسران ذا واقع
- وذا طائر حذر الموت هارب
- وأطلق كلبا له ضاريا
- يباري هبوب الصبا والجنائب
- تطير به أربع كالرياح
- ويفتر عن مرهفات قواضب
- وتضرم في ليل جلبابه
- شعاع شهاب من العين ثاقب
- وعدنا نجر ذيول السرور
- والطير والوحش ملء الحقائب
- كما ابتهجت من سرور خلاط
- وقد جاء موسى يجر المواكب
- مليك إذا سار بين السيوف
- ترى البدر بين اشتباك الكواكب
- وتزأر من تحت ذاك الركاب
- أسود لها من ظباها مخالب
- فتلك اللهاذم زهر النجوم
- ومعتكر النقع جنح الغياهب
- بدا فهوت في التراب الثغور
- كما انتظم الدر فوق الترائب
- ينادونه باختلاف اللغات
- كتلبية الحج من كل جانب
- يخيفهم بأس برق الحديد
- ويطمعهم سح سحب المواهب
- توم الجوارح أعلامه
- تروح بطانا وتغدو سواغب
- كأن السناجق أوكارها
- فكم عصب فوق تلك العصائب
- أيا ملك الأرض حقا إليك
- مآل مشارقها والمغارب
- ستملك أرض قسنطينة
- وما كان للروم منها يقارب
- كأني بأبراجها قد هوت
- وصخر المجانيق فيها ضوارب
- وقد زحف البرج زحف العروس
- إليها يجر ذيول الكتائب
- فما لبسه غير نسج الحديد
- وما حليه غير بيض القواضب
- وأضرمت النار حشو النقوب
- وثار الدخان كجنح الغياهب
- وليس الكهانة من شيمتي
- ولكن حزبك بالله غالب
- لك الله من قائل قائل
- يجادل بالكتب أو بالكتائب
- فما مجلس العدل يوم القضاء
- بأولى به من سروج السلاهب
- فدم سندا للعفاة الكفاة
- تريهم غرائب بذل الرغائب
المزيد...
العصور الأدبيه