الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن النبيه >> الروض بين متوج ومشنف >>
قصائدابن النبيه
الروض بين متوج ومشنف
ابن النبيه
- الروض بين متوج ومشنف
- والأرض بين مدبج ومفوف
- والغصن غناه الحمام فهزه
- طربا وحياه الغمام بقرقف
- والظل يسبح في الغدير كأنه
- صدأ يلوح على حسام مرهف
- قس بالسماء الأرض تعلم أنها
- بكواكب الأزهار أحسن زخرف
- أحداق نرجسها بخد شقيقها
- مبهوتة لجماله لم تطرف
- والطل في زهر الأقاح كأنه
- ظلم ترقرق في ثنايا مرشف
- راق الزمان وراقكأس مدامنا
- ورضاب ساقينا الأغن الأهيف
- فمزجت ذاك بهذه وشربتها
- ولثمته وضممته بتعطف
- وجنيت من وجناته لما استحى
- وردا بغير مراشفي لم يقطف
- ورنا إلي بطرفه فكأنما
- أهدى السقام لمدنف من مدنف
- بتنا وقد لف العناق جسومنا
- في بردتين تكرم وتعفف
- حتى بدا فلق الصباح كجحفل
- راياته رنك المليك الأشرف
- ملك بياض يمينه لسميه
- موسى ومنظره البديع ليوسف
- تشتام ظاهره العيون وتقتدي
- منه العقول بسر معجزة خفي
- متناقض الأوصاف طود مهابة
- رسخت ركناته وغصن تعطف
- ويريك من آرائه وعطائه
- تحرير نحرير وبذل مجزف
- وعلى متون الجرد أظلم ظالم
- وعلى سرير الملك أنصف منصف
- فحريق جمرة سيفه للمعتدي
- ورحيق خمرة سيبه للمعتفي
- يا بدر تزعم أن تقاس بوجهه
- وعلى جبينك كلفة المتكلف
- يا غيم تطمع أن تكون ككفه
- كلا وأنت من الجهام المخلف
- جنحت ملوك المشركين لسلمه
- فأجاب متبعا لنص المصحف
- ويعز ذاك على ظباه وخيله
- وبرغم آناف الرماح الرعف
- إمهال مقتدر ليوم ناره
- أبدا بغير دمائهم لا تنطفي
- زأرت أسود كماته وتفسحت
- خطواتهم في ضيق ذاك الموقف
- فكأنني بجياده قد أصبحت
- سورا لمعصم كل سور مشرف
- وكأنني بديارهم قد بدلت
- صوت المؤذن من خوار الأسقف
- وكأنني بسبائهم ويدي على
- بيضاء مترفة وأبيض مترف
- وكأنني بك قد طلعت عليهم
- كالشمس في الشرف الذي لم يكسف
- إن كان مهدي فأنت هو الذي
- أحييت دين المصطفى والمصطفي
المزيد...
العصور الأدبيه