الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا حادِيَ الأظْعانِ أينَ تُرِيدُ، >>
قصائدابن المعتز
يا حادِيَ الأظْعانِ أينَ تُرِيدُ،
ابن المعتز
- يا حادِيَ الأظْعانِ أينَ تُرِيدُ،
- إنّي بمَن تَحدو بِهِ لكَميدُ
- قامتْ تُودّعني، كغُصْنٍ ناعمٍ،
- ضربتهُ كفُّ الريحِ ، فهو يميدُ
- فوَضَعتُ وَجدي بالتنفّسِ والبُكا،
- وَرَأيتُ ماءَ المُزْنِ كيفَ يَجودُ
- بالمُكتفي كُفِيَ الأنامُ هُمومَهم،
- وغَدا عليهمْ طالِعٌ مَسعودٌ
- جاؤوكَ يحشرُهمْ إليكَ مَحَبّة ٌ،
- طوْعاً، وسيفُكَ عنهمُ مَغمودُ
- ولَطالَما ظَمِئتْ إليكَ نفوسُهم،
- و طريقُ بابك عنهمُ مسدودُ
- فالآن أعتبهم بملككَ دهرهمْ ،
- و حلا ، ولانَ العيشُ ، وهو شدسدُ
- يدُ حاتمٍ كبنانهِ لشمالهِ ،
- ما حاتمٌ مع مثلِهِ مَعدُودُ
- لو ظلّ يملكُ حاتماً أعطاكهُ ،
- هبة ً ، ولم يرَ أنّ ذلكَ جودُ
- في كلّ كفًّ منه خمسة ُ أبحرٍ ،
- يَسقي الحوائمَ ماؤها الموْرُودُ
- سرتْ بوطأتهِ المنابرُ ، إذ علا
- دَرَجاتِها، واخضَرّ منها العُودُ
- فكأنّهُ قَمَرٌ سرَى في لَيلَة ٍ،
- فظلامها عن نورها مردودُ
- ماضٍ على العَزماتِ ينصرُ رَأيَهُ،
- من ربّهِ التّوفيقُ، والتّسديدُ
- لمّا رَأوْا أسدَ الحرُوبِ، وفوْقَهم
- شحجرُ القنا ، وثمارهنّ حديدُ
- وقد انتضَوْا هِنديّة ً مصقولَة ً
- بِيضاً، وجوهُ الموتِ فيها سودُ
- أخفوا ندامتهم ، وعجلَ حينهم
- ضَربٌ وطعنٌ ليسَ عنه مَحِيدُ
- فاشدد يديكَ على عنانِ خلافة ٍ ،
- لك إرثها ، وبقاؤها الممدودُ
المزيد...
العصور الأدبيه