قصائدابن المعتز



و مما شجاني بارقٌ لاحَ موهناً ،
ابن المعتز



  • و مما شجاني بارقٌ لاحَ موهناً ،

  • فأكفا إناءَ الدمعِ واستلبَ الغمضا

  • كأنّ المُلاءَ البِيضَ في يَدِ ناشرٍ،

  • على الأُفُقِ الغَربيّ يَنفُضُها نَفضَا

  • رنوتُ إليهِ من بعيدٍ بنظرة ٍ

  • رسولِ قلبٍ لم يطقْ نحوهُ غمضا

  • له عارضٌ كالجيشِ تفري سواده

  • عناجيجُ شهبٍ خرقتْ متنهُ ركضا

  • فبِتُّ ولي خَصمٌ من الشّوقِ غالبٌ،

  • إذا ما دعَا دَمعي تحَدّرَ وارفَضّا

  • وأهدَتهُ دَعوائي بنَجدٍ وأهلِها،

  • فيَا أهلَ نجدٍ هل تُجازُونَني قِرضَا

  • ألا نكرت شرٌّ شجوني ، وراعها

  • نحولٌ أرقَّ العظمَ واستلبَ الغمضا

  • و شيبٌ تعرى في الشبابِ ، كأنهُ

  • سراجُ صباحٍ شقّ في الليلِ مبيضا

  • منعمة ٌ محمودة ُ الحسنِ غادة ٌ ،

  • تكسرُ في أجفانها مرضاً ، خفضا

  • إذا ما مَشَتْ هَزّتْ قَضيباً على نقَاً،

  • كهَزّ نَسيمِ الغُصنِ رَيحانَهُ غَضّا

  • سلتْ نافلاتِ الحبّ ممن علمتهُ ،

  • فكيفَ بمشغوفٍ يرى حبها فرضا

  • أرى كلَّ يومٍ في ظَلامِ مَفارِقي،

  • شِهابَ مَشيبٍ باقِي الأثرِ مُنقَضّا

  • و كانتْ يدُ الأيامِ تقبلُ بزتي ،

  • فصارتْ يدُ الأيامِ تنفضني نفضا

  • وقارَعَني مُلكُ الشّبابِ فأصبَحتْ

  • عيونُ المها الإنسيّ تنفضني نفضا

  • رَدّ عليّ الدّهرُ حَدَّ سِلاحِهِ،

  • فقَطّعني جَرحاً، وأوجَعَني عَضّا

  • و خلفتُ ماءَ العيشِ ، صفو غديرهِ ،

  • و بدلتُ من سلسالهِ نمراً برضا

  • رويدكَ إنّ الدهرَ ما قد علمتهُ ،

  • ولَيسَ لنا من حُكمهِ كلُّ ما نَرضَى

  • ولا بُدّ أن يُصغي إلى البؤسِ جانبُ الـ

  • ـنّعيمِ، ويَقضي مَنعُهُ ثمّ لا يُقضَى

  • أرى الدّهرَ يَقضي كيفَ شاءَ محكَّماً،

  • و لا يملكُ الإنسانُ بسطاً ولا قبضا

  • وإن تَجهَليني بَعدَ عِلمٍ، فإنّني

  • عرضتُ على الأحداثِ بعدكمُ عرضا

  • وفَقدُ أُناسٍ لا أخافُ عيونَهم،

  • قرونيَ من أخلافهم حلباً مخضا

  • أُرَقّي زَفيري في التّراقي عَليهمُ،

  • إذا لاعجُ الأحزانِ أوجَعني مَضّا

  • وصَلتُ جنَاحَ الُودّ بَعدَ فراقهِمْ،

  • بريشِ ذنابى بعضها يخذلُ البعضا

  • فعُلقَة ُ قلبي كيفَ تَلحَقُ لَهوَهُ،

  • وأسفارُ أحزاني تُخَلّفُهُ مُنضَى

  • ألا زودي يا ربة َ الخدرِ راجلاً ،

  • تَتَبّعَ أرضاً قد دَعَتْ شخصَهُ أرضَا

  • و كيف ثوائي بينَ قومٍ كأنما

  • تَرُضُّ تحيّاتي وُجوهَهُمُ رَضّا

  • سرتْ عقربُ الشحناءِ والبغضِ بيننا ،

  • و لا يملكُ الناسُ المحبة َ والبغضا

  • ألا رُبّ حِلمٍ عادَ رِقّاً وذِلّة ً،

  • و جهلٍ به معطيك ذو الجهلِ ما ترضى



أعمال أخرى ابن المعتز



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك