قصائدابن المعتز



وقَفَ الشّبابُ، وأنتَ تابعُ غَيّهِ،
ابن المعتز



  • وقَفَ الشّبابُ، وأنتَ تابعُ غَيّهِ،

  • لا تَرعَوي لنَذيرِ شَيبٍ قد نَهَى

  • يا جَهلَ قَلبٍ منكَ عُطّلَ حِلمُهُ،

  • لو كانَ دانَى غَيَّهُ، أو أشبَهَا

  • أمستْ بلادُ الخوفِ تَضرِبُ بابَها

  • دوني ، وأمسى دونها لي منتهى

  • خلتْ غليلَ الشوقِ بينَ جوانحي

  • قِطعَاً، فعدّتْ كيفَ كانَ ودَلَّهَا

  • أبلَى الهَوَى والوَجَدُ سِلكَ دُمُوعهِ،

  • فإذا نجيُّ الفكرِ حركهُ وهى

  • لا يستقرُّ بهِ مضاجعُ جنبهِ

  • حتى الصّباحِ تَقَلّبَا وتأوُّهَا

  • حظٌّ مضى ما كنتُ أعرفُ قدرهُ ،

  • حتى انتهى ، فعرفتهُ ، حينَ انتهى

  • أفنيتهُ وسنانَ أخبطُ غمرة ً

  • بيدي ، فأنبههُ الزمانُ ونبها

  • لا مثلَ أيامٍ مضينَ بلهوها ،

  • مَنكُورَة ٍ أعطَتْ فُؤادي ما اشتَهَى

  • أيامَ عمري في سنيَّ ، ورتبتي

  • مني ، وسلطاني على حدقِ المها

  • و جهلتُ ما جهلَ الفتى زمنَ الصبا ،

  • فالآنَ قد وَعَظَ المَشيبُ وفَوّهَا

  • فالآنَ قد كَشَفَ الزّمانُ قِناعَهُ

  • ولَهَوتُ من لَهوِ النّفوسِ بغادَة ٍ

  • تحكي بنغمتها الحمامِ المولها

  • و كأنها والشربُ قد أذنوا لها ،

  • دَنِفٌ أشارَ برأسِهِ، فتأوّها

  • ونَذيرُ ناظِرَتَينِ في أجفانِها،

  • لم تَعرفَا عَنَتَ الدّموعِ فتَمرَهَا

  • و كأنّ إبريقَ المدامة ِ ، بيننا ،

  • ظبيٌ على شرفٍ أنافَ مدلها

  • لمّا استَحَثّتهُ السّقاة ُ حنَى لها،

  • فبَكَى على قدَحِ النّديمِ، وقَهقَهَا

  • حسناتُ دهرٍ قد مضينَ لذيذة ً ،

  • وبَقيتُ مُعتَلَّ البقَاءِ، مُولَّهَا

  • يا مَن يُشيرُ إلى العداوَة ِ بُردَهُ،

  • إرجِعْ بكَيدِكَ طائعاً، أو مُكرَهَا

  • فطنٌ إذا ما الذمُّ قامَ خطيبهُ ،

  • فإذا خطيبُ الحمدِ أسمعهُ سها

  • لا تُخدَعَنّ بواعدٍ لكَ نُصرَة ً،

  • مَن سَلّ سَيفَكَ للعُقوقِ فقد وَهَى

  • ولقَد تُكَلَّفُ حاجَتي عِيدِيّة ٌ،

  • جِنُّاتُ قَفرٍ يَنتَهِبنَ المَهمَهَا

  • طارتْ بأجنحة ِ القيودِ مدلة ً ،

  • في السّيرِ يَخبِطنَ الطّريقَ الأفوَهَا

  • قُبٌّ، بَناها النّجمُ، فهيَ عَرائِسٌ،

  • أشباهُ خَلقٍ، لم تجابِ الأفرَهَا

  • لمّا وَرَدنَ الماءَ خَلّفنَ الصّدَى ،

  • وخَرجنَ من سُقمِ الهَواجرِ نُقَّهَا

  • و لقد شهدتُ الحربَ تلمعُ بيضها ،

  • ورأيتُ مِن غُولِ المَنايا أوجُهَا

  • ورأيتُ من عُشَراءِ دَهرٍ قُسوَة ً،

  • وبَلغتُ مأمُولَ النّعيمِ الأرفَهَا

  • و فعلتُ ما فعلَ الكرامُ ، وإنما

  • أحظَى الوَرى بالحمَدِ إعطاءُ اللُّهَى

  • وفَتَقتُ أسماعَ الخُصومِ بحجّة ٍ،

  • بَيضاءَ تُبري بالبَيانِ الأكمَهَا

  • إنّي، إذا فَطِنَ الزّمانُ، لناطقٌ،

  • وسكَتُّ حينَ رأيتُ دَهراً أبلَهَا



أعمال أخرى ابن المعتز



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك