الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> وسارية ٍ لا تمَلُّ البُكا، >>
قصائدابن المعتز
وسارية ٍ لا تمَلُّ البُكا،
ابن المعتز
- وسارية ٍ لا تمَلُّ البُكا،
- جرَى دمعُها في خُدودِ الثّرى
- سرتْ تقدحُ الصبحَ في ليلها ،
- ببرقٍ كهندية ٍ تنتضى
- فلمّا دنَتْ جَلجلت في السّما
- ءِ رَعداً أجَشّ كجرّ الرّحَى
- ضمانٌ عليها ارتداعُ اليَفا
- عِ بأنوارِها، واعتجارُ الرُّبَى
- فما زالَ مدمعها باكياً
- على التُّربِ حتى اكتسى ما اكتسى
- فأضحتْ سواءً وجوهُ البلادِ ،
- وجُنّ النّباتُ بها، والتقى
- وكأسٍ سبقتُ إلى شُربِها
- عذولي ، كذوبِ عقيقٍ جرى
- يسيرُ بها غصنٌ ناعمٌ ،
- من البانِ مغرسهُ في نقا
- إذا شِئتُ كلّمَني بالجفو
- نِ من مقلة ٍ كحلتْ في الهوى
- له شَعَرٌ مثلُ نَسجِ الدّروعِ،
- وطَرفٌ سَقيمٌ، إذا ما رَنَا
- ويَضْحَكُ عن أُقحُوانِ الرِّيا
- ضِ، ويَغسِلُه بالعَشيّ النّدَى
- و مصباحنا قمرٌ مشرقٌ ،
- كترسِ اللجين يشقّ الدجى
- سقى اللهُ أهلَ الحمى وابلاً
- سَفوحاً، وقلّ لأهلِ الحِمى
- لئنْ بانَ صرفُ زمانٍ بنا ،
- لما زالَ يفعلُ ما قد تَرَى
- ومُهلِكَة ٍ لامِعٍ آلُها،
- قطعتُ بحرفٍ أمونِ الخطا
- لها ذَنَبٌ مثْلُ خوصِ العَسيبِ،
- وأربَعَة ٌ تَرتمي بالحَصَى
- بناها الربيعُ بناءَ الكثيبِ
- تسوقُ رِياحَ الهواء النّقا
- فما زالَ يدئبها ماجدٌ ،
- علآ الأين حتى انطوت وانطوى
- بأرضٍ تأوّلَ آياتِها
- على الظعنِ يخبطُ فيها الهوى
- صرعتُ المطيَّ لأرقى لها ،
- فما اعتذرتْ بينها بالوجى
- وذي كُرَبٍ، إذ دعاني أجبتُ،
- فلبيتهُ مسرعاً ، إذ دعا
- بطرفٍ أقبّ عريضِ اللبا
- نِ، ضافي السّبيبِ سليمِ الشّظا
- وفتيانِ حربٍ يُجِيبونَها
- بزُرقِ الأسِنّة ِ فوقَ القَنا
- كغابٍ تحرقُ أطرافه
- على لجة ٍ / من حديدٍ جرى
- فكنتُ لَهُ دونَ ما يَتّقي
- مجناً ، ومزقتُ عنه العدا
- أنا ابنُ الذي ساءهمْ في الحياة ِ
- و سادهم بي تحتَ الثرى
- وما لي في أحَدٍ مَرْغَبٌ،
- بلَى ، فيّ يَرغَبُ كلُّ الوَرَى
- و اسهرُ للمجدِ والمكرماتِ ،
- إذا اكتحَلَتْ أعينٌ بالكَرَى
المزيد...
العصور الأدبيه