الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> من يذودَ الهمومَ عن مكروبِ >>
قصائدابن المعتز
من يذودَ الهمومَ عن مكروبِ
ابن المعتز
- من يذودَ الهمومَ عن مكروبِ
- مستكينٍ لحادثاتِ الخطوبِ
- حوّلَته الدّنيا إلى طولِ حُزنٍ،
- من سرورٍ وطيبِ عيشٍ خصيبِ
- فهو في جفوة ِ المقاديرِ لا يأ
- خذُ يوماً من دولة ٍ بنصيبِ
- خادمٌ للمنى قد استعبدته
- بمطالٍ، وخُلْفِ وَعدٍ كَذُوبِ
- وجفاهُ الإخوانُ حتّى ، وحتّى
- سمَّ من شئتَ من حبيبٍ قريبِ
- شغلتهم دنياءُ تأكلُ من درَّ
- تْ عليه بالحِرصِ والتّرغيبِ
- وأرى وُدّهم كلَمعِ سَرابٍ،
- غرّ قوماً عطشى بقاعٍ جدوبِ
- طالما صعروا الخدودَ وهزوا الـ
- أرضَ في يومِ محفلٍ وركوبِ
- ثمّ أمسَوا وفدَ القُبورِ وسكّا
- نَ الثّرَى تحتَ جَندلٍ منصوبِ
- آهِ من ذِكرِ آخرينَ رماهم
- قدرُ الموتِ من شبابٍ وشيبِ
- بدعٌ من مكارمِ الفعلِ والقو
- لِ وإخوانِ مَحضرٍ ومَغيبِ
- لستُ من بعدِهم أرى صورَة الإنـ
- ـسِ يَقِيناً إلاّ خلائِقَ ذِيبِ
- صحبوا الودّ بالوفاءِ ، وصحوا
- من نفاقٍ ، والبشرِ والتقريبِ
- كم كريمٍ منهُم يرَى الوعدَ بخلاً
- منه ، قلّ لكثرة ِ الموهوبِ
- يَتَلقّى السّؤالَ منه بوجهٍ،
- لم يخدد خدوده بالقطوبِ
- فسَقاهم كجودهِم، أو كدَمعي،
- صوبَ غيثٍ ذي هيدبٍ مسكوبِ
- أُمَراءٌ قادُوا أعِنّة َ جَيشٍ،
- يَترُكُ الصّخرَ خلفَه كالكَثِيبِ
- يملأون السّماءَ من قَسطلِ الحرْ
- بِ، وفي الأرْضِ من دمٍ مَصبوبِ
- و يهزونَ كلَّ أخضرَ كالبقـ
- ـلة ِ ماضٍ الفلولِ ، رسوبِ
- لا ترى في قتيلهِ غيرَ جرحٍ ،
- كفمِ العودِ ضجّ عندَ اللغوبِ
- ضربة ٌ ما لها من الضّربِ جارٌ،
- أخذت نفسه بلا تعذيبِ
- فهوَ لو عاشَ لم يُطالِبْ بثأرٍ،
- لا ولا عَدّ قتلَه في الذُّنوبِ
- قلْ لدنيايَ قد تمكنتِ مني ،
- فافعلي ما أردتِ أن تفعلي بي
- واخرَقي كيفَ شئتِ خُرقَ جَهولٍ،
- إنّ عندي لك اصطبارَ لبيبِ
- ربَّ أعجوبة ٍ من الدهرِ بكرٍ ،
- وعَوانٍ قد راضَها تَجريبي
- ردّ عني كأسَ المدامِ خليلي ،
- إنّ نفسي صارتْ عليّ حسيبي
- وبدَت شَيبتي، وتمّ شَبابي،
- وانتهَى عاذلي، ونامَ رَقيبي
- و تنحيتُ عن طريقِ الغواني ،
- والتصابي، وقلتُ: يا نفسِ توبي
- و لقد حثّ بالمدامة ِ كفي
- شادنٌ، حاذقٌ بصَيدِ القُلوبِ
- جاءنا مقبلاً ، فأيُّ قضيبٍ ،
- ثمّ ولّى عنا، فأيُّ كَثِيبِ
- ولقَد أغتدي عَلى طائرِ العَد
- وجَوادٍ مُسوَّمٍ يَعْبُوب
- فإذا سارَ دُكّتِ الأرضُ دَكّاً
- بعدَ إذْ رامها بذيلِ عسيبِ
- قارحٍ زانهُ خمارٌ من العر
- فِ يُفادي بالسّبحِ والتّقريبِ
- ـي خَنوفٍ، نجيبة ٍ لنجيبِ
- ضربها زجرها إذا استعمل السو
- طُ، وعَضَّ المطيَّ طولُ الدُّروب
- إن تريني يا شرُّ ملقى على الفر
- شِ، وقد مَلّ عائِدي وطبيبي
- كنتُ رَيحانَة َ المجالسِ في السّلْـ
- ـمِ، وحتْفَ الأبطالِ يومَ الحرُوبِ
- وعِداً صَبّحْتُهُم بِرَحَى جَيْـ
- ـشٍ ركامٍ مثلِ الدبى المجلوب
- يلغُ الذئبُ منهمُ ، كلَّ يومٍ ،
- في نحورٍ مَعطوطَة ٍ كالجُيوبِ
- و لقد أكشفُ الخطوبَ برأيٍ ،
- ليسَ عنه الصّوابُ بالمَحجوبِ
- مُنضَجٍ غيرِ مُعجَلٍ، وهو إن أُمْـ
- ـكنَ في فرصة ٍ ، سريعُ الوثوبِ
- و أعافي العافينَ من سقمِ الجو
- عِ ، وأسقي سيفي دمَ العرقوبِ
- و لقد صرتُ ما ترينَ ، فإن كا
- نَ حماماً ، يا شرُّ ، هذا الذي بي
المزيد...
العصور الأدبيه