الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> لمّا ظَنَنتُ فِراقَهم لم أرقُدِ، >>
قصائدابن المعتز
لمّا ظَنَنتُ فِراقَهم لم أرقُدِ،
ابن المعتز
- لمّا ظَنَنتُ فِراقَهم لم أرقُدِ،
- وَهَلكْتُ إن صَحّ التظنّنُ أو قدِ
- ما زلتُ أرعى كلَّ نجمٍ غايرٍ ،
- و كأنّ جنبي فوقَ جمرٍ موقدِ
- و رنا إليّ الفرقدانِ كما رنتْ
- زرقاءُ تنظرُ من نقابٍ أسودِ
- والنّسرُ قد بسطَ الجَناحَ مُحوِّماً،
- حتى القيامة ِ طالباً لم يَصْطَد
- و ترى الثريا في السماءِ كأنها
- بَيضٌ بأُدْحِيٍّ يَلوحُ بفَدفَدِ
- سلَقَتهمُ زَفَراتُ قلبٍ مُحرَقٍ،
- و سجالُ دمعٍ بالدماءِ موردِ
- ما أسرعَ التفريقَ إن عزموا غداً ،
- لا شكّ أنّ غداً قريبُ الموْعدِ
- وجَرَتْ لنا سنحاً جآذرُ رَملة ٍ،
- تَتلُو المَها، كاللؤلؤ المتَبدِّد
- قد أطلعت إبرَ القرونِ كأنها
- أخذُ المَرَاودِ من سَحيقِ الإثمدِ
- رَخَصَاتُ أطرافٍ تظَلُّ لوَاعِباً،
- لا تهتدي طوراً ، وطوراً تهتدي
- أشباهُ آنِسَة ِ الحديثِ خَريدة ٍ،
- كالشمس لاقَتها نجومُ الأسعُدِ
- كم قد خلوتُ بها، وثالثُنا التّقى ،
- يَحمي على العطشانِ بَردَ المَورِدِ
- يا آلَ عبّاسٍ لعاً من عَثرة ٍ،
- لا تركُنُنّ إلى الغُواة ِ الحُسّدِ
- إياكمُ من بعدها إياكمُ ،
- كونُوا لها كأراقمٍ في مَرصَدِ
- وخُذُوا نَصَائِحَ حارِمٍ متعصّبٍ
- بالشَّيبِ، مجتمِعِ النُّهَى ، متأسِّدِ
- كالطودِ يعدي حلمة َ سفهاؤه ،
- لا يَنطِقون سوَى الجواب، ويَبتدي
- شُدّوا أكفَّكمُ على مِيراثِكم،
- فَالحقُّ أعطاكُم خِلافة َ أحْمدِ
- و متى يرمها الرائمونَ فبادروا
- هاماتهم حصداً بكلّ مهندِ
- قُودوا لهُم قُودَ الجيادِ شَواذباً،
- لا يهتدونَ إلى الطريقِ الأبعدِ
- من كلّ أحوَى ، أو بهيمٍ مُصْمَتٍ،
- ومشمِّرٍ عن كُلّ ساقٍ، أوْ يَدِ
- طوراً مجاهرة ً ، وطوراً غيلة ً ،
- كم قاتلٍ بغِرارِ كيدٍ مُغْمَدِ
- هذا هو النصحُ ، وربما
- مَحضَ النّصِيحة َ صاحبٌ لم يَجهَدِ
المزيد...
العصور الأدبيه