الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> لما تفرى الأفقُ بالضياءِ ، >>
قصائدابن المعتز
لما تفرى الأفقُ بالضياءِ ،
ابن المعتز
- لما تفرى الأفقُ بالضياءِ ،
- مثلَ ابتسامِ الشّفة ِ اللّمياءِ
- و شمطت ذوائبُ الظلماءِ ،
- وهَمّ نجمُ اللّيلِ بالإغفَاءِ
- قُدنا لِعِينِ الوحشِ والظّباءِ،
- داهية ً محذورة َ اللقاءِ
- شائلة ً كالعقربِ السمراءِ ،
- مرهفة ً ، مطلقة َ الأحشاءِ
- كمدة ٍ من قلمٍ سواء ،
- أو هُدبَة ٍ من طَرَفِ الرّداءِ
- تحمِلُها أجنِحة ُ الهواءِ،
- تَستلِبُ الخطْوَ بِلا إبْطاءِ
- و مخطفاً موثقَ الأعضاءِ ،
- خالفها بجلدة ٍ بيضاءِ
- كأثرِ الشهابِ في السماءِ ،
- ويَعرِفُ الزّجرَ منَ الدّعاءِ
- بأُذُنٍ ساقِطَة ِ الأرجاءِ،
- كوردة ِ السّوسَنَة ِ الشّهلاءِ
- ذا برثنٍ كمثقبِ الحذاءِ ،
- و مقلة ٍ قليلة ِ الأقذاءِ
- صافية ٍ كقطرة ٍ من ماءِ ،
- تنسابُ بينَ أكمِ الصحراءِ
- مثلَ انسيابِ حية ٍ رقطاءِ ،
- آنسَ بينَ السفحِ والفضاءِ
- سِربَ ظِباءٍ رُتّعِ الأطلاءِ،
- في عازبٍ منورٍ خلاءِ
- أحوى كبطنِ الحية ِ الخضراء ،
- فيه كنَقْشِ الحيّة ِ الرّقشاءِ
- كأنها ضفائرُ الشمطاءِ ،
- يصطادُ قبلَ الأينِ والعَناءِ
- خمسينَ لا تنقصُ في لإحصاء ،
- وباعَنا اللّحومَ بالدّماءِ
- يا ناصرَ اليأسِ على الرجاءِ،
- رميتَ بالأرضِ إلى السّماءِ
- ولم تُصِب شيئاً إلى الهواءِ،
- فحسبنا من كثرة ِ العناءِ
- هناكَ هذا الرميُ بابنِ الماءِ
المزيد...
العصور الأدبيه