الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> لقد صاحَ بالبينِ الحمامُ النوائحُ ، >>
قصائدابن المعتز
لقد صاحَ بالبينِ الحمامُ النوائحُ ،
ابن المعتز
- لقد صاحَ بالبينِ الحمامُ النوائحُ ،
- وهاجت لك الشوقَ الحُمولُ الرّوائحُ
- حلَلنا الحِمى حتى انمحَت نَبهة ُ النّدى ،
- و سارت بأخبارِ المصيف البوارحُ
- رمَتني بلحظٍ فعلُه الموتُ، واصلٍ
- إلى النّفسِ لا تنأى عليه المطارحُ
- كلحظة ِ بازٍ صائدٍ، قبلَ كفّهِ،
- بمقلتهِ ، والطيرُ عنه بوارحُ
- لنا وَفْرَة ٌ ما وفّرَتها دماؤنا،
- ولا ذَعَرَتها في الصّباحِ الصّوابِحُ
- تقسّمهنّ الحربُ إلاّ بَقِيّة ً،
- تردُّ علينا حينَ تُخشَى الجوائحُ
- إذا غَدرت ألبانُها بضيوفنا،
- وَفَتْ للقِرى جيرانُها والصّفايحُ
- و قيدها بالنصلِ خرقٌ ، كأنه
- إذ جدّ ، لولا ما جنى السيفُ ، مازحُ
- كأنَّ أكفّ القومِ، في جَنَباتِه،
- قطاً لم ينفرهُ عنِ الماءِ سارحُ
- و قدمَ للأضيافِ فوهاءَ لم تزل
- تُجاهِرُ غَيظاً كلّما راحَ رائحُ
- كأنّ بناتِ الغَلْيِ في حَجَراتِها
- إذا ما انجلتْ أفلاءُ خيلٍ روائحُ
- وكم حضرَ الهيْجاءَ في ناصحِ الشّظا
- تكامل في أسنانه ، فهو قارحُ
- له عُنُقٌ يغتالُ طولَ عِنانِه،
- و صدرٌ ، إذا أعطيته الجريَ ، سابحُ
- إذا مالَ في أعطافِهِ قلتَ شاربٌ
- عناهُ بتصريفِ المدامة ِ صابحْ
- أبى الموتُ أن تُخشى شُرَيرَة ُ حلَّه،
- لعلّ الّذي تَخشَى شُرَيرَة ُ صالح
- فإن متُّ، فانعيني إلى المجدِ والتّقى ،
- و لا تسكبي دمعاً ، إذا قام نائحُ
- وقولي: هوَى عرشُ المكارِمِ والعُلى ،
- و عطلَ ميزانٌ منَ العلم راجحُ
- فما يخلقُ الثوبَ الجديدَ ابتذاله ،
- كما يخلقُ المرءَ العيونَ اللوامح
المزيد...
العصور الأدبيه