الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> عَرَفَ الدّارَ، فحيّا وَناحَا، >>
قصائدابن المعتز
عَرَفَ الدّارَ، فحيّا وَناحَا،
ابن المعتز
- عَرَفَ الدّارَ، فحيّا وَناحَا،
- بعدما كان صحا واستراحا
- ظَلّ يَلحاهُ العذولُ ويَأبَى
- في عنانِ العذلِ إلاّ جماحا
- علموني كيفَ أسلو ، وإلاّ ،
- فخذوا عنْ مقلتيّ الملاحا
- من رأى برقاً يضيءُ التماحا ،
- ثَقَبَ اللّيلَ سَناه، فَلاحا
- فكأنّ البرقَ مصحفُ قارٍ ،
- فانْطِباقاً مَرّة ً، وانْفِتَاحا
- في ركامٍ ضاقَ بالماءِ ذرعاً ،
- حيثما مالت به الريحُ ساحا
- لم يزلْ يلمعُ بالليلِ حتى
- خلته نبه فيهِ صباحا
- وكأنّ الرّعدَ فَحْلُ لِقاحٍ،
- كلّما يُعجِبُه البرقُ صاحَا
- لم يدع أرضاً من المحلِ إلاّ
- جادَ، أو مَدّ عليها جَناحَا
- و سقى أطلالَ هندٍ ، فأضحت
- يَمْرَحُ القطرُ عَليها مِراحا
- ديماً في كلّ يومٍ ووبلاً ،
- واغتباقاً للنّدى ، واصطِباحَا
- كلُّ مَن ينأى من الناسِ عنها،
- فهوَ يرتاحُ إليها ارتياحا
- لا أرى مثلكِ ما عشتُ داراً ،
- ربوة ً مخضرة ً ، أو بطاحا
- لوْ حَلَلنا وسطَ جنّة ِ عَدْنٍ،
- لاقترحناكَ عليها اقتراحا
- و إذا ما ذرتِ الشمسُ فيها ،
- فتحت أعينَ روضٍ ملاحا
- في ثرًى كالمِسكِ شِيبَ براحٍ،
- كلّما أنبَتَهُ القطرُ لاحا
- جُمِعَ الحقُّ لنا في إمامٍ،
- قتلَ البخلَ ، وأحيا السماحا
- ألِفَ الهيجاءَ طِفلاً وكَهْلاً،
- تحسبُ السيفَ عليهِ وشاحا
- و لهُ من رأيهِ عزماتٌ ،
- وصلَ الله ضِمْنَهُنّ نَجَاحَا
- يجعَلُ الجيشَ إذا صارَ ذَيْلاً،
- جُرْأة ً فيه، وبَأساً صُرَاحَا
- فرجُ الأعداءِ بالسلمِ منه ،
- و هو في السلمِ يعدُّ السلاحا
- فَرّقَتْ أيدِيهمُ المالَ كُرْهاً،
- ولقَد كانوا عليها شِحاحا
- خاطَ أفواههمْ ، وقديماً
- مَزّقُوهَا ضَحِكاً ومُزَاحَا
- وَوَعَوا شُكري إليه، وكانوا
- مَلأوا دُورَ المُلوكِ نُباحا
- أيقنوا منه بحربٍ عوانٍ ،
- ورجالٍ يَخْضِبونَ الرّمَاحَا
- و بخيلٍ تأكلُ الأرض شداً ،
- مُلجَماتٍ يَبتدِرْنَ الصّياحا
- قاصِداتٍ كلَّ شرْقٍ وغربٍ،
- ناطِقاتٍ بالصّهِيلِ فِصَاحَا
- حَمَلَتْ أُسداً من الناس غُلباً،
- و كباشاً لا تملُّ النطاحا
- إن أغبْ عنك ، فما غابَ شكرٌ ،
- دعوة ً جاهِدة ٌ وامتداحا
- يا أمينَ اللهِ أيدتَ ملكاً ،
- كانَ من قبلكَ نهباً مباحا
المزيد...
العصور الأدبيه