الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> طالَ الفراقُ ، فبانَ عنهُ صبرهُ ، >>
قصائدابن المعتز
طالَ الفراقُ ، فبانَ عنهُ صبرهُ ،
ابن المعتز
- طالَ الفراقُ ، فبانَ عنهُ صبرهُ ،
- و قسا عليهِ ، فليسَ يرحمُ دهرهُ
- و اللهِ ما خانتكَ سلوة ُ عينيهِ ،
- وفؤادُهُ يَهوى سواكَ يَسُرُّهُ
- عُذِرَ القَتيلُ بحُبّها، لكنّ مَن
- قد عاشَ بعدَ فراقها ما عذره
- و يقولُ لم أهجرْ ، بلى ، إذ بنتمُ ،
- أوَلَيسَ يُشبِهُ بينَ صَبٍّ هجرُه
- قد طالَ عَهدي بالإمامِ وأُخلِفَتْ
- أسبابُ وعدٍ كادَ يدرسُ ذكره
- ظلتْ تحاربني العوائقُ دونهُ ،
- و تمدني ، أمدٌ طويلٌ صبره
- والله يَقضِي ما يَشاءُ بخَيرِهِ،
- من حيثُ لا تدري ويدري أمرهُ
- ملكٌ تواضعتِ الملوكُ لغرهِ ،
- قسراً، وفاضَ على الجداولِ بحرُه
- وكأنّما رُفعَ الحِجابُ لناظِرٍ،
- عن صُبحِ ليلٍ قَد تَوَقّدَ فَجرُه
- و تراهُ في ليلِ السرى وكأنه
- نارٌ يقلبُ طرفهُ ويقره
- و غذا بدا ملأ العيونَ مهابة ً ،
- فتَظَلُّ تَسرِقُ لحظَها وتُسِرُّه
- و كأنما يهتزُّ ، بينَ ثيابهِ ،
- نصلٌ يلوحُ بصفحتيهِ أثره
- و يجيشُ نارُ الحربِ تحتَ عقابها ،
- و الموتُ في صرفِ الفوارسِ جمرهُ
- و تراهُ يصغي في القناة ِ ، بكفهِ ،
- نجماً ، ونجماً في القناة ِ يجره
المزيد...
العصور الأدبيه