الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> سقياً لمَنزلة ِ الحِمى وكَثيبِها، >>
قصائدابن المعتز
سقياً لمَنزلة ِ الحِمى وكَثيبِها،
ابن المعتز
- سقياً لمَنزلة ِ الحِمى وكَثيبِها،
- إذ لا أرى زمناً كأزماني بها
- ما أعرفُ اللذاتِ إلاّ ذاكراً ،
- هيهاتَ قد خلفتُ لذاتي بها
- و بكيتُ من جزعٍ لنوح حمامة ٍ ،
- دَعَتِ الهديلَ، فظَلّ غيرَ مجيبها
- نحنا ، وناحت ، غيرَ أنّ بكاءنا
- بعيوننا ، وبكاءها بقلوبها
- منَعَ الزّيارة َ من شُرَيرة َ خائفٌ،
- لو يستطيعُ لباتَ بينَ جيوبها
- ساءَت بك الدّنيا وسَرّتْ مرّة ً
- فأراكَ من حسناتها وذنوبها
- و يجرلاني بالمطلِ موعدُ حاجة ٍ ،
- لو شئتُ قد بردَ الغليلُ بطيبها
- محبوسة ٍ، في كفّ مَطلِك طالَما
- عذبتني ، وشغلتَ آمالي بها
- خلَّ العواذلَ ليلة ً قاسيتها ،
- والنّاجياتُ بنَصّها ودُؤوبِها
- يحمِلنَ وفدَ الشّكرِ فوقَ رِحالها،
- و الشاكرُ النعماءِ كالجاري بها
- بِيضاً ومسَّهمُ الهَجِيرُ بسُمرة ٍ،
- مثلَ البدورِ سطَعنَ تحتَ سُحوبها
- لما رأيتَ الملكَ شظى عوده ،
- وهوَت كواكبُ سعدِها بغُروبها
- حَرّكتَ تدبيراً عليه سَكِينة ً،
- و خلطتَ ضحكة َ حازمٍ بقطوبها
- و ذخرتَ للأعداءِ أسدَ وقائعٍ
- صُبُراً على غُمّاتِها وكُروبِها
- أسدٌ فرائسها الفوارسُ لا تطا
- إلاّ على الأقرانِ يومَ حرُوبِها
- كم فتنة ٍ لاقيتَ فيها فرصة ً
- فخَتَمتَها، ووَثبتَ قبل وُثوبها
- راعيتَ جانبَها بلَحظٍ حازمٍ،
- فطنِ بعقربِ علة ٍ ودبيبها
- كم قائلٍ، والهامُ تُنظَمُ في القَنا:
- لا يصلحُ الخرزاتِ غيرُ ثقوبها
- قُطبٌ يُديرُ رَحى الحوادثِ حولَه،
- مُتفرّدٌ بصُرُوفِها وخُطوبِها
- وعُهودِ مِيثاقٍ أخذتَ وزِدتَها
- شداً ، كما عقد القنا بكعوبها
- وعَزائمٍ أعهدتَها في صَمتِه،
- لا تكشِفُ الأوهامُ سِترَ غيوبِها
- و البيضُ لا يهتكنَ ما لاقيته
- إلاً بصوتِ متونها وركوبها
- ولربّ أشرارٍ لنَفسٍ نالَها
- أعداؤها من خِلّها وحَبيبها
- وتنالُ ما فاتَ العجولَ تمهُّلاً،
- و دوامُ حضرِ الخيل في تقريبها
- كم دولة ٍ مرضتْ وأبرأها لنا ،
- لولاه برّح سُقمُها بطبيبها
- و لربّ سمعٍ قد قرعتَ بحجة ٍ ،
- هذبتها من شكها وعيوبها
- أثنى عليها بالصّوابِ حَسُودُها،
- و قضى عليها خصمها بوجوبها
- إعطاؤها التّوفيقَ من كلِماتِه،
- بيضاءَ ساطعة ً لمن يَسري بها
المزيد...
العصور الأدبيه