الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> سرى ليلة ً حتى أضاءَ عمودها ، >>
قصائدابن المعتز
سرى ليلة ً حتى أضاءَ عمودها ،
ابن المعتز
- سرى ليلة ً حتى أضاءَ عمودها ،
- و اية ُ سوقٍ شوقها لا يعودها
- و سارَ مسيرَ الشمسِ لم تبقَ بلدة ٌ
- منَ الأرضِ إلا نحو أخرى يريدها
- و شيعهُ قلبٌ جريٌ جنانهُ ،
- و نفسٌ كأنّ الحادثاتِ عبيدها
- خليليّ ! هذي دارُ شرة َ ، فاسألا
- مغَانِيَهَا، لو كان ذاك يُعيدُها
- خلت وعفت إلاّ أثافٍ كأنها
- عوائدُ ذي سقمٍ بطيءٌ قعودها
- و حربٍ لو انّ الله يرمي بجمرها
- شماريخَ رضوى زلزلتها جنودها
- يُسعّرُها أبطالُها بصوارِمٍ،
- ويَفلِقُ بيضاتِ الحديدِ حديدُها
- ومصقولة ِ الأطرافِ حمرٍ كُعوبُها،
- سريعٍ إلى نَفس الكَميّ وُرودُها
- شَهِدتُ، فأوطأتُ الخُيولَ كأنّها
- مُفلَّقَة ُ الهاماتِ، حمرٌ جُلودُها
- بعسكر أبطالٍ تَبِيتُ كُماتُه،
- وإن نزَحت عنه، قليلاً هُجُودُها
- وليلٍ يَودُّ المُصطَلونَ بنارِهِ،
- لو انهمُ حتى الصباحِ وقودها
- يُقِيمُ بِبِيضِ المَشرَفيّاتِ والقَنَا
- وِراثَة َ مَجدٍ قد حَمَتْها جُدُودُها
- إذا لبسوا من ذا الحديدِ غلائلاً ،
- وهَزّوا رِماحَ الخَطّ حمراً عُقودُها
- هناكَ تُلاقي الصَّبرَ ضَنكاً طريقُهُ،
- و جندَ المنايا شارعاتٍ بنودها
المزيد...
العصور الأدبيه