الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> حَثّ الفِرَاقُ بَواكِرَ الأحداجِ، >>
قصائدابن المعتز
حَثّ الفِرَاقُ بَواكِرَ الأحداجِ،
ابن المعتز
- حَثّ الفِرَاقُ بَواكِرَ الأحداجِ،
- و سجالُ يومَ نأوا بكتمٍ ساجي
- هلْ غَيرُ إمْساكٍ بأطْرافِ المُنى ،
- فيها لطالِبِ خَلّة ٍ، أوْ راجي
- أو وقفة ٍ في محضرٍ جرت به
- عصفُ الرياحِ الهوجِ ذيلَ عجاجِ
- حملت كواهلها روايا مزنة ٍ ،
- كالبَحر ذي الآذيّ وَالأمْواجِ
- مفتوقة ٍ بالبرقِ يضحكُ أفقها ،
- في ليلة ٍ بَيضاءَ ذاتِ دَياجي
- فَتَحَلَّلَتْ عُقَدُ السّماءِ بوابلٍ
- زاهي المهاءِ محللِ الأبراجِ
- فلذاكَ أبلى الدهرُ منزلة َ الحمى ،
- والدّهرُ ذو غِيَرٍ، ودو إزعاجِ
- بلْ مهمة ٌ عافي المناهلِ قائمٌ ،
- قطّعْتُه بمُواعسٍ معّاجِ
- حنمٌ على الفلواتِ يطوي بعدها
- بالنّصّ، والإرْمالِ، والإدلاجِ
- مُمتَدُّ أُنْبُوبِ الجِرانِ كأنّهُ،
- من تحتِ هَامَتِهِ، نَحِيتة ُ ساجِ
- وإذا بَدا تحْتَ الرّحالِ حَسِبتَه
- مُتَسَرْبِلاً ثَوباً منَ الدّيبَاجِ
- صدقَ السرى ، حتى تعرف واضحٌ
- كالقرنِ في خللِ الظلامِ الداجي
- في ليلة ٍ أكلَ المحاقُ هِلالَها،
- حتى تبدّى مثلَ وَقفِ العَاجِ
- والصّبحُ يتلو المُشتري، فكأنّهُ
- عريانُ يمشي في الدجى بسراجِ
- حتى استغاثَ مع الشروقِ بمنهلٍ ،
- فيه دواحٍ من قطا أفواجِ
- وكأنّ رَحلي فوْقَ أحقَبَ لاحِبٍ،
- لفحَ الهجيرُ بمشعلٍ أجاجِ
- أكلَ الربيعَ ، ولم يدعْ من مائهِ ،
- إلاّ بقية َ آسنٍ وأجاجِ
- كالبرقِ يلتمُّ البلادَ مجاهراً ،
- بالشدّ بينَ مفاوزٍ وفجاجِ
- فَتَرَى السّماءَ إذا غَدَتْ مملوءَة ً
- من نقعهِ ، والأرضَ ذاتَ شحاجِ
- و كانّ إذْ ما رجعتْ نهقاته
- وصهيله درجاً منَ الأدراجِ
- و كأنّ آثارَ الكلومِ بكفهِ ،
- حلقُ الحديدِ سمرنَ فوقَ رتاجِ
- يحدو لواقحَ لا تملُّ طرادها ،
- في كوكبٍ من قيظهِ وَهّاجِ
- يوردنَ عيناً قد تفجرَ ماؤها ،
- زوراءَ صافية ً كذوبِ زجاجِ
- حتى إذا أخذَت جوانبَ غَمرِها،
- و كرعنَ في خضراء ذاتِ فجاجِ
- قامت بمسّ السهمِ تمسحُ ريشهُ ،
- لَبّاتُها، وَمَنابِضُ الأودَاجِ
- فتحتْ على طرفِ الهلال بأنفسٍ
- أنصافُها صِرْفٌ بغَيرِ مِزَاجِ
- وإذا المَنِية ُ أخّرَتْ أيّامَها،
- فالحيُّ من كيدِ العداوة ِ ناجِ
- وبدَت تطيرُ بأرجُلٍ مَمْقُورَة ٍ
- بالرعبِ ، تنتهبُ البلادَ نواجِ
- شداً يصيحُ الصخرُ من قرعاتهِ ،
- يسمُ البلادَ بحافرٍ رواجِ
- يا مَنْ يَدُسُّ ليَ العَداوَة َ صَنعة ً،
- أسرَيتَ لي، فاصْبر على الإدلاجِ
- فتَحَ العِدى بابَ المَكيدَة ِ وَالأذى ،
- فاعجب بهم ، واللهُ منهم ناجِ
- أنا كالمنيّة ِ سُقمُها قُدَّامَها،
- طَوراً، وطَوراً تبتدي، فتُفاجي
المزيد...
العصور الأدبيه