الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا حَيِّ من أهلِ المَحبّة ِ مَنزِلا، >>
قصائدابن المعتز
ألا حَيِّ من أهلِ المَحبّة ِ مَنزِلا،
ابن المعتز
- ألا حَيِّ من أهلِ المَحبّة ِ مَنزِلا،
- تَبَدّلَ من أيامِهِ ما تَبَدّلا
- أبنْ لي ، سقاكَ الغيثث حتى تمله ،
- عن الآنِسِ المَفقودِ أينَ تحَمّلا
- كأنّ التّصابي كانَ تَعريسَ نازِلٍ
- ثوَى ساعة ً من لَيلة ِ وتَرَحّلا
- وماءٍ كأُفقِ الصّبحِ صافٍ جِمامُه
- دفَعتُ القَطا عنهُ وخفّفتُ كَلكَلا
- إذا استجفلته الريحُ جالتْ قذاته
- و جردَ من أغمادهِ فتسلسلا
- زجرتُ بهِ سياحَ قفرٍ كأنهُ
- يخافُ لجاقاً ، أو يبادرُ آفلا
- وبيداءَ مِمحالٍ أطارَ بها القَطا،
- كما قذَفتْ أيدي المُرامينَ جَندَلا
- كأنّي على حَقباءَ تَتلُو لَواحقاً،
- غَدونَ بإمساءٍ يُطالبنَ مِنهَلا
- يُسَوِّقُها طاوٍ أقَبُّ كأنّما
- يحركُ في حيزومه النهقُ جلجلا
- أُتيحَ له لَهفانُ يَخطِرُ قَوسُه
- بأصغَرَ حنّانِ القَرا غير أعزَلا
- فأودعهُ سهماً كمدرى مواشطٍ ،
- بعثنَ به في مفرقٍ ، فتغلغلا
- بطيئاً إذا أسرعتَ إطلاقَ فوقهِ ،
- و لكنْ إذا أبطأتَ في الريحِ عجلا
- أذلِكَ أمْ فَردٌ بقَفرٍ أجادَهُ
- من الغَيثِ أيكٌ فَرعُهُ قد تَهَلّلا
- لدى ليلة ٍ خوارة ِ المزنِ ، كلما
- تَنَفّسَ في أرجائِها البرقُ أسبَلا
- كأنّ عَليها، من سَقيطِ قُطارِها،
- جُماناً وهَتْ أسلاكُهُ فتَفَصّلا
- فباتَ بلَيلِ العاشقينَ مُسَهَّداً،
- إلى أن أرى صبحاً أغرَّ محجلا
- فنَفّضَ عن سِربالِهِ لؤلؤَ النّدى ،
- و آيسَ ذعراً قلبهُ ، فتأملا
- إذا هَزّ قَرنَيهِ حَسِبتَ أساوِداً
- سمَتْ في معَاليهِ لتَحتَلّ مَقتَلا
- كأنّ عروقَ الدّوحِ من تحتِه الثرى
- قوى من حبالٍ أعجلتْ أن تفتلا
- وداعٍ دعا ، والليلُ بيني وبينهُ ،
- فكنتُ مكانَ الظّنّ منهُ وأفضَلا
- دعا ماجداً لا يعلمُ الشحَّ قلبهُ ،
- إذا ما عَراهُ الحَقُّ يوماً تَهَلّلا
- وأعدَدتُ للحَربِ العَوانِ مُهَنّداً،
- و أسمرَ خطياً ، إذا هزّ أرفلا
- و جيشاً كركنِ الطودِ رحباص طريقه ،
- إذا ما علا حَزناً من الأرضِ أسهَلا
- و جروا إلينا الحربَ حتى إذا غلتْ
- و فارتْ رأوا صبراً على الحربِ أفضلا
- و عاذوا عياذاً بالفرارِ ، وقبلهُ
- أضاعوا بدارِ السّلمِ حِرزاً ومَعقِلا
- بَني عَمّنا أيقَظتُمُ الشرَّ بَينَنَا،
- فكانتْ إليكم عدوة َ الشرّ أعجلا
- فصبراً على ما قد جررتم ،
- فتَحتم لَنا باباً من الشرّ مُقفَلا
- و ما كنتُ أخشى أن تكونَ سيوفنا
- تُردّ عَلينا بأسَها وتُقَتِّلا
- ولما أسَنّوا الضِّغنَ تحتَ صُدورِهم
- حسمناهث عنا قبلَ أن يتكهلا
المزيد...
العصور الأدبيه