الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا تَرَيانِ البرقَ ما هو صانِعُ >>
قصائدابن المعتز
ألا تَرَيانِ البرقَ ما هو صانِعُ
ابن المعتز
- ألا تَرَيانِ البرقَ ما هو صانِعُ
- بدَمعَة ِ صَبٍّ شفَّهُ النّأيُ والشَحطُ
- من الله سُقياهُ لشُرٍّ وجَودُهُ،
- وليسَ لها سَحُّ الغَمامِ ولا القَحطُ
- ومِن رَحمَة ِ الله التي أنا آمِلٌ،
- ومُنتَظِرٌ قربَ المَزارِ، وإن شطّوا
- فإن نجتمعْ بعدَ الفراقِ ، فما لنا
- على فَعَلاتِ الدّهرِ عَتبٌ ولا سُخطُ
- ألا هل تروا ما قد أرى من معاشرٍ
- لهم فيّ حُكمٌ يَهجُرُ الحَقَّ مُشتَطّ
- يُذيعونَ ما أعتَبتُهم في شَبيبَتي،
- على حينَ أن ذكّيتُ واشتعلَ الوَخطُ
- ألا إنّها أمُّ العَجائِبِ، فاصطَبرْ،
- و إن كنتَ ما لقيتَ أمثالها قطُّ
- إذا ما رأوا خيراً أبوا ، وتحملوا
- إلى بيتهم ، أو إن رأوا شرة ً حطوا
- ألا إنّ حلمي واسعٌ إن صلحتمُ
- بحلمي ، وعندي بعضهُ الجوعُ والخمطُ
- فلا تكثروا شوكَ الأذى في غصونكم
- فيكثرَ منّي فيكُمُ الكَسرُ والخبَطُ
- و ليسَ لقرباكم ، وأنتُ عققتمُ ،
- على السّيفِ يومَ الرّوعِ عهدٌ ولا شَرطُ
- و لا رحمٌ إلاّ وقد شجبتْ بكم ،
- ومَزّقتُمُوها مثلَ ما مُزّقَ المِرطُ
- ستدرسُ آثارُ المحبة ِ بيننا ،
- و نحنُ بنو عمٍّ كما انفرجَ المشطُ
- كَفرتُم يَدي فيكم، فحُلّ عِقالُها
- إلى غَيركم، لمّا يُشَدّ لها رَبطُ
- وما كنتُ إلا من يَدِ الله مُعطِياً،
- ألا إنهُ في كفهِ القبضُ والبسطُ
- وهل عندَكم عَتبِي، فَيرجعَ محسنٌ
- بعَينِ الرّضا، والعَفوِ، نائلُهُ بَسطُ
- وإلاّ عَزلتُ الأمرَ عنّي وعَنكُمُ،
- وكنتُ كأنّي ليسَ لي منكُمُ رَهطُ
- و هل لكمُ من هذهِ غيرُ زفرة ٍ ،
- تُصَعَّدُ منكم في الصّدورِ وتَنحَطّ
- وإلا وعيدٌ لا يَسيرُ بجُندِهِ،
- و حياتُ ضغنٍ في مكامنها رقطُ
- فمن يكُ ذا سلمٍ ، فإني طبيبهث ،
- و من يكُ مجنوناً فعندي له سعطُ
- فغانيتمُ إن مسّ حالكمُ الغنى ،
- فلا تصرحوا باسمي إذا مسها الضغطُ
- إذا ما التقتْ حلقاتُ دهرٍ عليكمُ ،
- فيُمنى يَديهِ في أديمِكُمُ عَطّ
- وعندَ كَمالِ الحَظّ يُخشَى زَوالُهُ،
- كما لغَريقِ اللُّجّة ِ الرّيُّ والقَحطُ
- أأنْ مدني فرغُ العلى ، فعلوتهث ،
- وأمسَكَكُم بَطنُ القَرارَة ِ والهَبطُ
- سخطتُم على الله العَظيمِ قَضاءَهُ،
- سيَمضي بما فيهِ، إذا كثُرَ اللَّغطُ
- فيا لَكَ حَقّاً لا يُقالُ لسامَعٍ،
- وجوهَرَ حُكمٍ ما لَمنثُورِهِ لَقطُ
المزيد...
العصور الأدبيه