الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن القيسراني >> هو السيف لا يغنيك إلا جلاده >>
قصائدابن القيسراني
هو السيف لا يغنيك إلا جلاده
ابن القيسراني
- هو السيف لا يغنيك إلا جلاده
- وهل طوق الأملاك إلا نجاده
- وعن ثغر هذا النصر فلتأخذ الظبى
- سناها وإن فات العيون اتقاده
- سمت قبة الإسلام فخرا بطوله
- ولم يك يسمو الدين لولا عماده
- وذاد قسيم الدولة ابن قسيمها
- عن الله ما لا يستطاع ذياده
- ليهن بني الإيمان أمن ترفعت
- رواسيه عزا واطمأن مهاده
- وفتح حديث في السماع حديثه
- شهي إلى يوم المعاد معاده
- أراح قلوبا طرن من وكناتها
- عليها فوافى كل صدر فؤاده
- لقد كان في فتح الرهاء دلاله
- على غير ما عند العلوج اعتقاده
- يرجون ميلاد ابن مريم نصرة
- ولم يغن عند القوم عنه ولاده
- مدينة إفك منذ خمسين حجة
- يفل حديد الهند عنها حداده
- تفوت مدى الأبصار حتى لو أنها
- ترقت إليه خان طرفا سواده
- وجامحة عز الملوك قيادها
- إلى أن ثناها من يعز قياده
- فأوسعها حر القراع مؤيد
- بصير بتمرين الألد لداده
- كأن سنا لمع الأسنة حوله
- شرار ولكن في يديه زناده
- فأضرمها نارين حربا وخدعة
- فما راع إلا سورها وانهداده
- فصدت صدود البكر عند افتضاضها
- وهيهات كان السيف حتما سفاده
- فيا ظفرا عم البلاد صلاحه
- بمن كان قد عم البلاد فساده
- غداة كأن الهام في كل قونس
- كمائم نبت بالسيوف حصاده
- فلا مطلق إلا وشد وثاقه
- ولا موثق إلا وحل صفاده
- ولا منبر إلا ترنح عوده
- ولا مصحف إلا أنار مداده
- فإن يثكل الإبرانز فيها حياته
- وإلا فقل للنجم كيف سهاده
- وباتت سرايا القمص تقمص دونها
- كما تتنزى عن حريق حراده
- إلى أين يا أسرى الضلالة بعدها
- لقد ذل غاويكم وعز رشاده
- رويدكم لا مانع من مظفر
- يعاند أسباب القضاء عناده
- مصيب سهام الرأي لو أن عزمه
- رمى سد ذي القرنين أصمى سداده
- وقل لملوك الكفر تسلم بعدها
- ممالكها إن البلاد بلاده
- كذا عن طريق الصبح أيتها الدجى
- فيا طالما غال الظلام امتداده
- فلو درج الأفلاك عنه تحصنت
- لأمست صعادا فوقهن صعاده
- ومن كان أملاك السموات جنده
- فأية أرض لم ترضها جياده
- ولله عزم ماء سيحان ورده
- وروضة قسطنطسنية مستراده
المزيد...
العصور الأدبيه