الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن القيسراني >> لك الله إن حاربت فالنصر والفتح >>
قصائدابن القيسراني
لك الله إن حاربت فالنصر والفتح
ابن القيسراني
- لك الله إن حاربت فالنصر والفتح
- وإن شئت صلحا عد من حزمك الصلح
- وهل أنت إلا السيف في كل حالة
- فطورا له حد وطورا له صفح
- سقيت الردينيات حتى رددتها
- ترنح من سكر فحل القنا تصحو
- وما كان كف العزم إلا إشارة
- إلى الحزم لو لم يغضب السيف والرمح
- وقد علم الأعداء مذيت جانحا
- إلى السلم ما تنوي بذاك وما تجو
- إذا ما دمشق ملكتك عنانها
- تيقن من في إيليا أنه الذبح
- متى التفت نقع الجحفلين على الهدى
- فلا مهمة يحوي الضلال ولا سفح
- إذا سار نور الدين في الجيش غازيا
- فقولا لليل الإفك قد طلع الصبح
- تركت قلوب الشرك تشكو جراحها
- فلا زالت الشكوى ولا اندمل الجرح
- صبرت فكان الصبر خير مغبة
- فسيق إليك الملك يسعى به النجح
- كأن القنا تجلو له وجه أمره
- ولو أمهلت بلقيس ما غرها الصرح
- بدولتك الغراء أصبح ضدها
- بهيما ولولا الحسن ما عرف القبح
- وكم من قريح القلب لو بات واردا
- موارد هذا العدل ما مسه قرح
- سخابك هذا الدهر جودا على الورى
- على أنه ما زال في طبعه شح
- وقد كان يمحو رسم كل فضيلة
- ونحن نراه اليوم يثبت ما يمحو
- بك ابتهج الألباب وانتهج الحجا
- وأثمرت الآداب وأطرد المدح
- ولاذت بك التقوى وعاذت بك العلا
- ودانت لك الدنيا وعزبك السرح
- فلا قلب إلا قد تملكته هوى
- ولا صدر إلا قد جلاه لك النصح
- وما الجود في الأملاك إلا تجارة
- فمن فاته حمد الورى فاته الربح
- ولم أختصر ما قلت إلا لأنني
- أعبر عما لا يقوم به الشرح
المزيد...
العصور الأدبيه