الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن القيسراني >> لا يغرنك في السيف المضاء >>
قصائدابن القيسراني
- لا يغرنك في السيف المضاء
- فالظبى ما نظرت منها الظباء
- مرهفات الحد امهاها المها
- وقضاها للمحبين القضاء
- حدق علتها صحتها
- ربما كان من الداء الدواء
- خليا بين هواها ودمى
- فعلى تلك الدمى تجري الدماء
- في لقاء البيض السمى منى
- دونها للبيض والسمر لقاء
- داو أنفاسي بأنفاس الصبا
- فلتعليل الهوى اعتل الهواء
- كيف تشفى كبد ما برحت
- أبدا تأوي إليها البرحاء
- وجفون دمعها الساعي بها
- فعليها من بكاها رقباء
- هل محل الحب إلا أعين
- خائنات وقلوب أمناء
- يا نديمي وكأسي وجنة
- ضرجتها بالعيون الندماء
- لا تظنا الورد ما يسقي الحيا
- إنما الورد الذي يسقى الحياء
- بزني من في يدي ما في يدي
- يا لقومي أسرتني الأسراء
- أو ما تعجب مني مالكا
- فتكت فيه عبيد وإماء
- بعيون لو تراءت سقمها
- في ضياء الدين أعداها الشفاء
- غمرات حجبت وجه العلى
- فكأن الصبح في الأفق مساء
- يتشكي الفضل منها والنهى
- ويعاد المجد منها والعلاء
- حيث لا تسمع إلا داعيا
- لا مريء أشفى دواءيه الدعاء
- من إذا حم فقد حم الندى
- وإذا صح فقد صح الرجاء
- أعقب البرء سرورا ضاحكا
- في جفون كاد يدميها البكاء
- وأرت ألحاظها أغراضها
- لا يصح اللحظ ما اعتل الضياء
- ما برى حتى أنبرى مبتسما
- عن ثنايا مجده هذا السناء
- فلئن عم بشكواه الأذى
- فلقد عم بمشفاه الهناء
- يا ابن بهرام على شحط النوى
- دعوة لبى الندى فيها النداء
- وازر الفخر مساع عقدت
- منك تاجا توجته الوزراء
- ألبس الدين ضياء ساطعا
- فعلى الإسلام من ذاك بهاء
- وعمدت الملك بالرأي الذي
- سمعت أمرك فيه الأمراء
- وثنت أخلاقك الغر يدي
- عن صلات واصلتها الكرماء
- كم ورى زندك لي من غاية
- تركتني ومداها الشعراء
- فتقلد من ثنائي أنجما
- تحسد الأرض عليهن السماء
- لم تزل تسعى بحمد حامد
- وعليه من سنا الفضل لواء
- أيضيق الجود عن مثلي يدا
- بعد ما ضاق بأمثالي الفضاء
- ....
- أمدا يحسر عنه البلغاء
- يغشى الليالي
- فالليالي فاعلات ما تشاء
المزيد...
العصور الأدبيه