الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن القيسراني >> أحاكمها في مهجتي ولها اليد >>
قصائدابن القيسراني
أحاكمها في مهجتي ولها اليد
ابن القيسراني
- أحاكمها في مهجتي ولها اليد
- وأطلب منها رد قلبي فتجحد
- وأسأل داجي هجرها عن صباحه
- وهجر الغواني ليلة ما لها غد
- فيا منتهى النجوى إذا صرح الهوى
- وباتت به الشكوى لظى تتوقد
- عهدتك يوم الروع ضامن نجدتي
- فهل أنت إن غارت هباتك تنجد
- نشدتك لا تأمن على مضمر الحشى
- مدامع شمل السر فيها مبدد
- فكل حديث يمكن السمع رده
- سوى مستفيض عن جوى القلب يسند
- بكينا دما والقاصرات سوافر
- فلاحت خدود كلهن مورد
- وقد وقف الواشون من كل وجنة
- على محضر فيه المدامع تشهد
- فجفن محب فيه جرح مضرج
- وجفن حبيب فيه سيف مهند
- سهرت غراما واللواحي هواجد
- وكيف ينمام الليل طرف مسهد
- ألوذ ببرد اليأس من وغرة النوى
- وأطمع عند القرب والقرب أبعد
- أأدرك ما فاتت به سنة الكرى
- وأرجو صلاح الدهر والدهر مفسد
- أرى القوم صما كلما ذكر الندى
- كأن الندى في السمع معنى مردد
- فما صرح التشمير عن خوض لجة
- إلى الحظ إلا قيل صرح ممرد
- عجبت لأحكام الليالي وجورها
- عن القصد في الاقسام حيث تقصد
- ووسنا لنا في ظل الغبارة ناعم
- ويقظان في نار الذكا يتوقد
- وآلمني من فات همي اهتضامه
- وأقصدني من ليس فيه مقصد
- وولتك أعناق المعالي سيادة
- نيابتها في الشرق والغرب سودد
- فللملك وجه سافر عن سفارة
- يؤكدها منك الولاء المؤكد
- أنامت مساعيك الظبى في جفونها
- فهل كان في تنبيه رأيك مرقد
- وداويت فيها ناظر السيف بعدما
- مضى وهو طرف من دم الحرب أرمد
- دلفت إليها خائضا غمراتها
- وموج الوغى بين الفريقين مزبد
- تقطب منك البيض وهي ضواحك
- ويفتر عنك الخطب واليوم أربد
- ونافذ آراء متى لم تصل بها
- فلا الرمح مركوز ولا السيف مغمد
- فللنصرمنها ما تحوز وتصطفي
- وللمجد منها ما تحل وتعقد
- .... عندك خائفا
- فراقا له منك التبسم موعد
- وأعطيت في قتل الخطوب دياتها
- وكيف يديها القاتل المتعمد
- مناقب لا الرأي القياسي ناهض
- بها فسواء عالم ومقلد
- أرى البخل يفني المال والمال راهن
- ويبقى السماح المرء والمرء ينفد
- فدونكها كالحضر سرا ونفحة
- تغور بآفاق البلاد وتنجد
- لها بين افواه الرواة تلاوة
- تردد ما دام الليالي تردد
- نهى توجد الألباب عند وجودها
- وتنشد في أثنائها حين تنشد
- لقائح أفكار تمادى نتاجها
- فأولدها هذا الكلام المولد
- فلا زال يحدوها إليك اشتياقها
- لها كل وقت منك عهد مجدد
المزيد...
العصور الأدبيه