الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الفارض >> هلْ نارُ ليلى بَدت ليلاً بِذي سَلَمِ، >>
قصائدابن الفارض
هلْ نارُ ليلى بَدت ليلاً بِذي سَلَمِ،
ابن الفارض
- هلْ نارُ ليلى بَدت ليلاً بِذي سَلَمِ،
- أمْ بارقٌ لاحَ في الزَّوراءِ فالعلمِ
- أرواحَ نعمانَ هلاَّ نسمة ٌ سحراً
- وماءَ وجرة َ هلاَّ نهلة ٌ بفمِ
- يا سائقَ الظَّعنِ يطوي البيدَ معتسفاً
- طيَّ السّجِلّ، بذاتِ الشّيحِ من إضَمِ
- عُجْ بالحِمى يا رَعاكَ اللَّهُ، مُعتَمداً
- خميلة َ الضَّالِ ذاتَ الرَّندِ والخزمِ
- وقِفْ بِسِلْعٍ وسِلْ بالجزْعِ:هلْ مُطرَتْ
- بالرَّقمتينِ أثيلاتٌ بمنسجمِ
- ناشَدْتُكَ اللَّهَ إنْ جُزْتَ العَقيقَ ضُحًى
- فاقْرَ السَّلامَ عليهِمْ، غيرَ مُحْتَشِمِ
- وقُلْ تَرَكْتُ صَريعاً، في دِيارِكُمُ،
- حيّاً كميِّتٍ يعيرُ السُّقمَ للسُّقمِ
- فَمِنْ فُؤادي لَهيبٌ نابَ عنْ قَبَسٍ،
- ومنْ جفوني دمعٌ فاضَ كالدِّيمِ
- وهذهِ سنَّة ُ العشَّاقِ ما علقوا
- بِشادِنٍ، فَخَلا عُضْوٌ منَ الألَمِ
- يالائماً لا مني في حبِّهمْ سفهاً
- كُفَّ المَلامَ، فلو أحبَبْتَ لمْ تَلُمِ
- وحُرْمَة ِ الوَصْلِ، والوِدِّالعتيقِ، وبالـ
- العهدِ الوثيقِ وما قدْ كانَ في القدمِ
- ما حلتُ عنهمْ بسلوانٍ ولابدلٍ
- ليسَ التَّبدُّلُ والسُّلوانُ منْ شيمي
- ردُّوا الرُّقادَ لجفني علَّ طيفكمُ
- بمضجعي زائرٌ في غفلة ِ الحلمِ
- آهاً لأيّامنا بالخَيْفِ، لَو بَقِيَتْ
- عشراً وواهاً عليها كيفَ لمْ تدمِ
- هيهاتَ واأسفي لو كانَ ينفعني
- أوْ كانَ يجدى على ما فات واندمي
- عني إليكمْ ظباءَ المنحنى كرماً
- عَهِدْتُ طَرْفيَ لم يَنْظُرْ لِغَيرِهِمِ
- طوعاً لقاضٍ أتى في حُكمِهِ عَجَباً،
- أفتى بسفكِ دمي في الحلِّ والحرمِ
- أصَمَّ لم يَسمَعِ الشّكوَى ، وأبكمَ لم
- يُحرْجواباً وعنْ حالِ المشوقِ عَمِي
المزيد...
العصور الأدبيه