الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الفارض >> قفْ بالدِّيارِ وحيِّ الأربعَ الدُّرسا >>
قصائدابن الفارض
قفْ بالدِّيارِ وحيِّ الأربعَ الدُّرسا
ابن الفارض
- قفْ بالدِّيارِ وحيِّ الأربعَ الدُّرسا
- ونادِها، فَعَساها أن تجيبَ، عَسى
- وإنْ أجنَّكَ ليلٌ منْ توحُّشها
- فاشعَلْ من الشَّوقِ، في ظَلمائِها قَبسا
- يا هلْ درى النَّفرُ الغادونَ عنْ كلفٍ
- يبيتُ جنحَ الَّليالي يرقبُ الغلسا
- فإنْ بَكى في قِفارٍ خِلتَها لُجَجاً؛
- وإنْ تنفسَ عادتْ كلها يبسا
- فذو المحاسنِ لا تحصى محاسنهُ
- وبارعُ الأنسُ لا أعدمْ بهِ أنسا
- كمْ زارنى والدُّجى يربدُّ منْ حنقٍ
- والزَّهرُ تبسمُ عنْ وجهِ الَّذي عبسا
- وابتزَّ قلبى َ قسراً قلتُ مظلمة ً
- يا حاكِمَ الحبّ، هذا القَلبُ لِمْ حُبِسا
- غَرَستُ باللّحظِ وَوْرداً، فوقَ وَجنَتِهِ،
- حقٌّ لطرفى َ أنْ يجنى الَّذي غرسا
- فإنْ أبَى ، فالأَقاحي مِنْهُ لي عِوَضٌ،
- مَنْ عُوّضَ الدُّرّ عَن زَهْرٍ، فمابَخِسا
- إنْ صالَ صِلُّ عِذارَيْهِ، فلا حرَجٌ
- أنْ يجنِ لسعاً وأنِّي أجتنى لعسا
- كم باتَ طوْعَ يَدي والوَصْلُ، يَجمعُنا،
- في بُرْدَتَيهِ، الْتَقى ، لانَعرِفُ الدّنَسا
- تلكَ الَّليالي الَّتي أعددتُ منْ عمري
- معَ الأحبَّة ِ كانتْ كلُّها عرسا
- لمْ يحلُ للعينِ شئٌ بعدَ بعدهمِ
- والقَلْبُ مُذْ آنَسَ التّذكارَ ما أنِسا
- يا جنَّة ً فارقتها النَّفسُ مكرهة ً
- لولا التَّأسِّي بدارِ الخلدِ متُّ أسا
المزيد...
العصور الأدبيه