الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الفارض >> أوَميضُ بَرْقٍ، بالأُبَيرِقِ، لاحا، >>
قصائدابن الفارض
أوَميضُ بَرْقٍ، بالأُبَيرِقِ، لاحا،
ابن الفارض
- أوَميضُ بَرْقٍ، بالأُبَيرِقِ، لاحا،
- أمْ، في رُبَى نجدٍ، أرى مِصباحَا؟
- أمْ تِلكَ ليلى العامرِيّة ُ أسْفَرَتْ
- ليلاً فصيرتِ المساءَ صباحاً
- ياراكبَ الوَجْناءِ، وُقّيتَ الرّدى ،
- إنْ جُبتَ حَزْناً، أو طوَيتَ بِطاحا
- وسَلَكتَ نَعمانَ الأراكِ، فعُجْ إلى
- وادٍ، هُناكَ، عَهِدْتُهُ فَيّاحا
- فبأيمنِ العلمينِ منْ شرقيِّهِ
- عَرّجْ، وأُمَّ أرينَهُ الفَوّاحا
- وإذا وَصَلتَ إلى ثَنِيّاتِ اللّوَى ،
- فانشدْ فؤاداً بالأبيطحِ طاحا
- واقرِ السَّلامَ أهيلهُ عنى وقلْ
- غادرتهُ لجناتكمْ ملتاحا
- يا ساكنِي نَجدٍ، أما مِن رَحمَة ٍ
- لأسيرِ إلفٍ لا يريدُ سراحاً
- هَلاّ بَعَثْتُمْ، لِلمَشُوقِ، تحيّة ً
- في طيّ صافيَة ِ الرّياحِ، رَواحا
- يحيا بها منْ كانَ يحسبُ هجركمْ
- مزحاً ويعتقدُ المزاحَ مزاحا
- يا عاذلَ المشتاقِ جهلا بالَّذي
- يلقى مليّاً لا بلغتَ نجاحاً
- أتعبتَ نفسكَ في نصيحة ِ منْ يرى
- أنْ لا يرى الإقبالَ والإفلاحا
- أقصِرْ، عدِمتُكَ، واطّرحْ من أثخنتْ
- أحشاءَهُ، النُّجُلُ العُيونُ، جِراحا
- كنتَ الصَّديقُ قبيلَ نصحكَ مغرماً
- أرأيتَ صبًّا يألفُ النُّصَّاحا
- إنْ رمتَ إصلاحي فإنِّي لمْ أردْ
- لِفَسادِ قَلبي في الهَوَى ، إصْلاحا
- ماذا يريدُ العاذلونَ بعذلِ منْ
- لَبِسَ الخَلاعَة َ، واستراحَ وراحا
- يا أهلَ ودِّي هلْ لراحي وصلكمْ
- طَمَعٌ، فَينعَمَ بالهُ استِرْواحا
- مذْ غبتمُ عنْ ناظري ليَ أنَّة ٌ
- ملأتْ نواحيَ أرضِ مصرَ نواحاً
- وإذا ذَكَرْتُكُم أميلُ، كأنّني،
- مِن طِيبِ ذِكْرِكُمُ، سُقيتُ الرّاحا
- وإذا دُعيتُ إلى تناسي عَهدِكُمْ،
- ألفيتُ أحشائي بذاكَ شحاحاً
- سقياً لأيَّامٍ مضتْ معْ جيرة ٍ
- كانتْ ليالينا بهمْ أفراحا
- حيثُ الحمى وطني وسكَّانُ الغضا
- سَكَني، وَوِردي الماءَ فيهِ مُباحا
- وأُهَيلُهُ أربي، وظِلُّ نخيلِهِ
- طربي ورملة ُ وادييهِ مراحاً
- واهاً على ذاكَ الزَّمانِ وطيبهِ
- أيَّامَ كنتُ منَ الُّلغوبِ مراحاً
- قسماً بمكَّة َ والمقامِ ومنْ أتى الْـ
- بيتَ الحرامَ ملبِّياً سيَّاحاً
- مارَ تَّحتْ ريحُ الصِّبا شيحَ الرُّبى
- إلاّ وأهْدَتْ منكُمُ أرواحا
المزيد...
العصور الأدبيه