الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> نظرتُ إلى الرغيفِ فردّ رُوحِي >>
قصائدابن الرومي
نظرتُ إلى الرغيفِ فردّ رُوحِي
ابن الرومي
- نظرتُ إلى الرغيفِ فردّ رُوحِي
- لدى حجرٍ يرُضُّ ولا يُرَضُّ
- فتًى ما زالَ ينهضُ للمخازي
- وليس له إلى العَلياءِ نَهْضُ
- سجيَّتُهُ طِوالَ الدهر قبضٌ
- وكلُّ سجيَّة ٍ بسطٌ وقبضُ
- ولؤمُ الناسِ طولٌ دون عَرضٍ
- ولكن لؤمُهُ طُولٌ وعَرض
- تعادى كُلُّ شيء منه لؤما
- فبعضٌ منه يهرُبُ منه بعض
- يُخَفِّضُهُ المناذِل وهو نَصْبٌ
- وينْصِبُهُ الفواعلُ وهو خَفضُ
- أراني عنده يوماً رغيفاً
- يُقاتِلُ عنه جيشٌ لا يُفضُّ
- فقبَّلتُه الرَّغيف وقلتُ خيراً
- وشُكرُ المحسنِ المأمولِ فرض
- فلما أن فغرتُ فمِي عليه
- لأكْدمَهُ وفي الأحشاءِ مضٌّ
- إذا رجلٌ يقول وليس يَكنى
- ألا ترضى تُقَبِّل أو تَعَضُّ
- فقلتُ وما سبيلُ الخبزُ فيكم
- فقال سبيلُه بيْعٌ وقرضُ
- ولستُ أقول من هو فاعرفوهُ
- وهل في الأرض غيرُ الأرضِ أرضُ
- سرى في عِرضهِ دنَسٌ قديمٌ
- وتأْنيثٌ فما يَنْفيه رحضُ
- فليس لرأيه في الخيرِ فتلٌ
- ولا لدهائهِ في الشرّ نَقْض
- تراهُ وكلُّ شيءٍ فيه مذْقٌ
- ولكن لؤْمُهُ مذ كان مَحْضُ
- مَخضتُ فما اتّقى مخضِي بزبدٍ
- وهل يُعطيكَ زُبدَ الماءِ مخض
- أريْناه الطبيبَ فجسّ مِنه
- فأقسم ما لجودٍ فيه نبضُ
المزيد...
العصور الأدبيه