الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> نصحتُ أبا بكر فردَّ نصيحتي >>
قصائدابن الرومي
نصحتُ أبا بكر فردَّ نصيحتي
ابن الرومي
- نصحتُ أبا بكر فردَّ نصيحتي
- وقال صهٍ وجهُ المحرِّش أقبحُ
- وحدثتُه عن أخته فصَدَقته
- وأَمحضُ نصح الناصحين المصرَّحُ
- فقال عّذيري منك شَيْخاً مكلَّفا
- أنَبْخَلُ يا هذا وأختي تَسمَّحُ
- لها أجرُها إن أحسنتْ فلنفسها
- وميزانُها يومَ القيامة يرجَحُ
- أتعجب من أنثى تناك بحقِّها
- وهأنذا شيخٌ أُكَبُّ لإأُنكَحُ
- فقلت له حسبي لها بك قدوة ً
- أَقِلْني فإني إنما كنت أمزحُ
- فذلك أغراه بهجري ولن ترى
- زمانَك هذا تاجرَ النصح يربحُ
- أيا بن حريثٍ لا تَهِدْك عَضيهَة ٌ
- فإنك بالهُون الطويل موقَّحُ
- وكن آمناً سير الهجاء فإنما
- يسيِّره المرءُ المهجَّى الممدَّحُ
- نباهة ُ أشعار الفتى وخمولُها
- على حَسْبِ من تلقاه يهجو ويمدحُ
- فإن قالها في نابهٍ حُمِلَتْ له
- وإن قالها في خاملٍ فهي رُزَّحُ
- تسير بسيْر اسم المقُولَة باسمه
- فَتَسْنَحُ في الآفاق طوراً وتبرحُ
- عجبت لِقيل الناس إنك أَقرنٌ
- وأنت الأجَمُّ المُستضام المُنطحُ
- فكيف تُباري بالقرون وطولها
- ولستَ تُرَى عن نعجة لك تَنطحُ
- تعرضتَ لي جهلاً فلما عَجمتني
- تكشَّف عنك الجهلُ والليل يُصْبَحُ
- وما كنتَ ثعلباً بتَنوفة
- اتُيحت له صقعاءُ في الجو تَلمحُ
- تَصُفُّ له طوراً وتقبضُ تارة ً
- إذا ما أفاءت فوقه ظل يَضْبَحُ
- فلمَّا تعالت في السماء فحلّقت
- وأمكنَها والأرض دَرْماءُ صَرْدَحُ
- تدلَّت عليه من مدى مُسْتَقَلِّها
- وبينهما خَرْقٌ من اللوح أفيحُ
- برِزٍّ تُصيخُ الطير منه مخافة
- فهن مُصِفَّاتٌ إلى الأرض جُنّحُ
- وكم قَائلٍ لَمَّا هجوتك غيرة ً
- أمالك في أعراضنا مُتَنَدَّحُ
المزيد...
العصور الأدبيه