الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> نبكي الشبابَ لحاجاتِ النساءِ ولي >>
قصائدابن الرومي
نبكي الشبابَ لحاجاتِ النساءِ ولي
ابن الرومي
- نبكي الشبابَ لحاجاتِ النساءِ ولي
- فيه مآربُ أخرى سوفَ أبكيها
- أبكي الشبابَ الرَوْقٍ كان يُعجبني
- منه إذا عاينتْ عيْني مرائيها
- ماكان أعظم عندي قدرَ نعمته
- لنفسه لا لخوْدٍ كان يُصبيها
- كانت لعيني منهُ قُرة ٌ عَجبٌ
- دونَ العيون اللواتي كان يَرْقيها
- ماكان أكثر أعجابَ النساءِ به
- والنفسُ أوجبُ إعجاباً بمافيها
- كم كان يُونقُ من عين تَقَرُّ
- وكان يونقُ من أخرى يبكّيها
- كم كان يجلو قذى عينٍ برونقهِ
- حتى إذا جال فيها عاد يقذيها
- تَغدو النساءُ فترميه بأعينها
- فبالسهام التي فَوَّقن يرميها
- يثني عليهن نبلاً ظَنَّ مُرسلها
- أنْ ليسَ شيءٌ من الأشياء يثنيها
- أبكي الشباب للذات القنيص إذا
- ثَقلت عنها وغاداها مُغاديها
- هناك لا ميعة ُ الشبان تبعثُني لها
- ولا النفسُ عن طوعٍ تُخليها
- فإن غدوتُ فعنْ نفسٍ مكلَّفة ٍ
- مثلَ الحسير يُزجِّيها مزجيها
- أبكي الشبابَ للذات الشَّمولِ إذا
- غنَّى القيانُ وحثَّ الكأسَ ساقيها
- هناك لا أنا مرتاحٌ فشاربها
- ولا أخو سلوة ٍ عنها فساليها
- كم زفرة ٍ لي ملءَ الصدرِ حينئذ
- عن حسرة ٍ في ضمير القلب أطويها
- أبكي الشبابَ لنفس كان يُسعِفُها
- بكل ما حاولتهُ من ملاَهيها
- أبكي الشبابَ لآمالٍ فُجعتُ بها
- كانت لنفسي أُنساً في معانيها
- أبكي الشبابَ لنفس لاترى خلفاً
- منه ولا عِوضاً مذ كان يُرضيها
- أبكي الشباب لعينٍ كَلَّ ناظرها
- بعد الثقوبِ وحار القصدِ هاديها
- عينٌ عَهدتُ لها نبلاً مُفوِّقة ً
- تُصمِي وتَنمي فأَشوَى الآن راميها
- أبكي الشبابَ لأذن كان مَسْمعها
- وقد يُجابُ على بعدٍ مناديها
- أذنٌ وإن هي كَلَّت ماعهدتُ بها
- وقَراً سوى وَقْرها عن لَوْمِ لاحيها
- أبكي الشباب لكفٍّ مُنَّ ساعِدُها
- وقد تَردُّ وتلوي كفَّ لاويها
- كفٌّ عهدتُ ثمارَ اللَّهوِ دانية ً
- منها فقد قَلصتْ عنها مَجَانيها
- كان الشبابُ وقلبي منه منغمسٌ
- في فرجة ٍ لستُ أدري ما دواعيها
- رَوْحٌ على النفس منه كان يُبردها
- بَرْدَ النسيم ولا ينفكُّ يُحْييها
- كأن نفسي كانت منه سارحة ً
- في روضة ٍ بات ساقي المُزنِ ساقيها
- كأن نفسي كانت منه يَفْعَمُها
- نسيم راحٍ وريحانٍ يُحَيِّيها
- كأن نفسي كانت منه لاقية ً
- في كل حالٍ يَديْ حبٍّ يُعاطيها
- من مات ماتت كما قد قيل حاجتُه
- إلا الشبابَ وحاجاتٍ يُبَقِّيها
- يَمضي الشبابُ ويُبقي من لُبانتِه
- شجواً على النفسِ يشجوها ويُشجيها
- ليتَ اللبانة كانت تنقضي معه
- أو كان يبقَى الدهر باقيها
- كلا ولكنه يمضي وقد بقيتْ
- في النفس منه بقياتٌ تَعَنّيها
- وإن أبرحَ مااستوْدَعَتهُ خَلداً
- لبانة ٌ لك لا تسطيعُ تقضيها
- وكانت النفسُ ينهاها إذا غويتْ
- ناهٍ سواها فمنها الآن ناهيها
المزيد...
العصور الأدبيه