الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> من ذا رأتْ عيناه مثلي في الشَّجا >>
قصائدابن الرومي
من ذا رأتْ عيناه مثلي في الشَّجا
ابن الرومي
- من ذا رأتْ عيناه مثلي في الشَّجا
- أهدى اليَّ النرجسُ البنفسَجا
- ما أحسنَ الشكلين زوجا مُزْوَجَا
- ما أَملح الزوجين بل ما أَغْنجا
- كلاهما مسك إذا تأرَّجا
- أبلغ سِراجَ الحُسْن ذاك المُسْرجا
- أن الهوى مرَّ به فعرَّجا
- لما رأى ذاك الجبين الأبلجا
- منه وذاك الحاجبَ المزَجَّجا
- والناظرَ الساحر منه الأدعجا
- ذا الحركاتِ في الحشا وإن سَجا
- وصحنَ تلك الوجنة المضرَّجا
- والثغرَ منه الواضح المفلَّجا
- والشَّعَر المحلَوْلك المدرَّجا
- والخَلْقَ منه العمَمَ الخَدَلَّجا
- والخُلُقَ القيِّمَ لا المعوَّجا
- والعقل والوصل الممرَّ المدْمَجا
- أذكى شهابَ الحسن لا بل أجّجا
- فوهّج القلبَ كما توهَّجا
- أقسمتُ بالليلِ إذا الليلُ دجا
- بل بِسنا الصبح إذا تبلَّجا
- لأكسُونَّ الكلِم المدبَّجا
- وهبا رجائي ورجاءَ من رَجا
- لا أخطأتْ وهبا نجاة ُ من نجا
- ولا يزل همُّ له مفرَّجا
- فقد علا من كل رُشدٍ مَنهجا
- أكسوه مدحي طائعاً لا مُحْرجا
- عن مِقَة تلقى الضمير مُشْرجا
- من دونها بحفظها بل مُرتجا
- ماذا يعوق مدحتي أن تُنْسَجا
- لمحسن أسلفني فروَّجا
- أيسرُ ما استوجب أن يُتوَّجا
- حرٌّ إذا استُنجِد يوماً أَرْهَجا
- وحرَّك الهمة لا بل أزعجا
- وراح للخيراتِ ثم أدلجا
- ولم يزل منذ تعاطى المُدْرجا
- يهتاج للمعروف لا مُهيَّجا
- خِرْقا يؤاتي مدحُه من لجلجا
- ولا يعفِّي فضلَه من مَجْمجا
- يأمر جدواه بأن تبرَّجا
- فإن رأى كفاً كريماً زوّجا
- جَدوى ترى منها الغِنى مُسْتَنْتَجَا
- صَتْماً تماماً خَلْقُه لا مُخْدَجَا
- من ناله حاذر أن يُسْتَدرجا
- أنشَرَ من شكري مَواتاً مُدْرَجا
- حتى غدا عبداً له مستعْلجَا
- لكنَّني أشكو إليه الأَنبجا
- فإنه لجَّ إلى أن لجَّجا
- في هجره إيايَ حتى سمَّجا
- بل أغلق الحانوت ثم شَرّجا
- دوني وأَعدى هجرُه الهفْشرَّجا
- ولم أزل بالطيبات مُلْهجا
- لا بل إلى ذات الصَّلاح مُحوَجا
- فَليُلْجِمِ المعروف حرٌّ أَسْرجا
- ببعض ما صفَّر أو ما سَذّجا
- لا بأس إن أقرع أو إن أَتْرَجا
- كُلا وإن جلَّبَ أو إن سَكبجا
- واذكر بَنَفْشا يَخْلفُ الهَلِيلَجَا
- سَمَانَجُونَ اللونِ يحكي النِّيْلَجَا
- فإنه إن زار عَودْاً أبهجا
- ولم يزل في مرج شكري مُمْرِجا
- وفي ودادٍ لم يكن مُمَزَّجا
- يا صاحب البرِّ الذي تولَّجا
- قسراً بلا إذن وما تحرَّجا
- تمِّمْ وإلاَّ كان بِرَّا أعرجا
- إنك أن تممتَ براً هَمْلَجَا
- بل اهذب الإحضار مأمونَ الوجى
- إلى نهايات العلا واستخرجا
- مالك عندي من خراج فزَجا
- وهو الثّناءُ المستماح المرتجى
- ذاك الذي من اكتساه استبهجا
- والشكرُ إن أنضجْتَ جاء مُنْضَجا
- يُرْضِي وإن لهوجْتَهُ تَلهوَجا
- فلا يَعُدْ كَرْمُ كريم عَوْسَجَا
- على أخ حرٍّ كريم المنْتَجَى
- لم يَنْتَقِدْهُ العلماء بَهْرَجا
- ولم يجِدْهُ الجهلاءُ أهوجا
- وانظر ولا تَغْشَ الطريق الأعوجا
- كم فُرِّجَتْ غَمَّاءُ عمن فَرجا
- فلينتظرْ مُثْرٍ مُضِيقا مُحْرَجَا
- سيجعل اللَّه لكلٍّ مَخرجا
- ويعْرُجُ البرُّ إليهِ مَعْرَجا
المزيد...
العصور الأدبيه