الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما أشبه العرفَ والإحسان بالحَسَنِ >>
قصائدابن الرومي
ما أشبه العرفَ والإحسان بالحَسَنِ
ابن الرومي
- ما أشبه العرفَ والإحسان بالحَسَنِ
- أبي محمدٍ المحمود ذي المِنن
- ذاك الذي لا يقي مالاً بصفحتِه
- بل يَلبسُ المالَ دون الذم كالجُنن
- خِرْقٌ تعرضتِ الدنيا له فصَبا
- إلى المكارم منها لا إلى الفتَنِ
- وخصَّنا بجَناها لا بشوكتها
- فنحن في نعم منها بلا محنِ
- أذال في العُرف وجهاً غير مبتذَلٍ
- وأخدم المجدَ جسماً غير مُمْتَهِن
- له حريمٌ إذا ما الجارُ حلَّ به
- أضحى الزمانُ عليه جدَّ مؤتمنِ
- كأنه جنة ُ الفردوس قد أَمِنَتْ
- فيها النفوس من الروعات والحَزن
- كم قد وقفنا على أيام دولتهِ
- فما وقفنا بأطلالٍ ولا دِمَنِ
- وكم عكفنا على الظن الجميل به
- فما عكفنا بطاغوتٍ ولا وثن
- فتى ً أبى الله إلا أن يكمِّله
- قولاً وفعلاً فلم يَبخس ولم يخُن
- إذا جرى في فَعالٍ لم يقف سأماً
- دون القواصي ولم ينكبْ عن السَّنَن
- وإن تكلم لم يَخْبِط مسالكه
- بل قال عن لقنٍ يُمْلي على لَسنِ
- أضحى وحظ يديه من ثرائهما
- كحظ عينيهِ من وجهٍ له حسن
- كما يرى الناس في يومٍ محاسنَهُ
- أضعاف ما هو رائيهن في زمنِ
- تنال سُؤالهُ من مالهِ أبداً
- أضعافَ ما يقتني للروح والبدنِ
- لقد أوى الجودُ من بعد ابنِ مامته
- وبعد حاتمه منه إلى سكن
- رِدْهُ بلا شَطن إن كنتَ واردَهُ
- أغنَى الفراتُ يد الساقي عن الشَّطَّنِ
- هذا لذاك وإن لم نوف سيدنا
- حقَّ الثناء وكان الحقُّ ذا ثمَن
- واسمع أبا جعفر إن كنت متسمعاً
- فلم تزل ماجد الإصغاء والأذن
- يا من حكى حاتماً في كل مكرُمة
- ومن يُعِنْ ذا فعالٍ صالح يُعَن
- خلفتَ وابنُ وزير الصدق حاتمكم
- جودا فأَصبح منشوراً من الكفن
- ونحن في هذه الدنيا عيالكمُ
- والناسجون برود الحمد بالفِطن
- ولم تزل لك في أمثالنا سُننٌ
- يرْضى بها الله في سرٍ وفي علن
- ونحن نرجو رجاءً جُلُّه ثقة ٌ
- ألا يخالف فينا صالح السُّنن
- آمالُنا فيك أموالٌ محَصَّلة ٌ
- وظننا فيك مرفوع عن الظِّنن
- وقد تضمنتَ أرزاقاً نعيش بها
- وكان وعدك والإنجازُ في قَرَن
- فعجِّل الغوثَ إنا منك نأمله
- يا سيدَ الغوث يا سيد اليمن
المزيد...
العصور الأدبيه