الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> ماعلى الأحرار من رِقٍّ إذا >>
قصائدابن الرومي
ماعلى الأحرار من رِقٍّ إذا
ابن الرومي
- ماعلى الأحرار من رِقٍّ إذا
- نَقَدوا شكرهم مَوْلى أيادِي
- إنَّما الرقُّ سِخابٌ لامرىء
- لبس النعماء والكفرانُ بادي
- وكذا رقّ الأيادي لازم
- جِيدَ من أنكره حتى التنادي
- والمقرُّونَ به قد خلعوا
- طوْقَه عنهم بحكم غيْرِ عادي
- إنما النُّعْمَى صِفادٌ فإذا
- لَقِيت شكراً فليست بصِفادِ
- ولقد كافأ بالنعمى امْرُوٌ
- كافأ النعمى بإخلاص الودادِ
- إن يكن نُوِّلَ نيْلاً من يد
- فلقد نَوَّلَ نيْلاً من فؤادِ
- فاغدُ في أمنٍ من الرقِّ ومن
- سطوة الدهر وذل الاضطهادِ
- قد أوى جار الذي جاورته
- خير مأْوى ورعى في خير وادِ
- العلاءُ المبتَني شُمَّ العُلا
- مُنْجِد المنجود طَلاَّع النِّجادِ
- يَمَمَتْ همتُه قصوْى المَدى
- فجرى جَرْيَ جواد لجوادِ
- تَجدُ المُتلَفَ من أمواله
- واقعاً منه وقوع المستفادِ
- فهولا يفترُ من سَحِّ الندى
- ببنانٍ سَبِطاتٍ لا جِعاد
- غيرُ لاهٍ باللُّهى بل عالماً
- أنّ بذل العُرف من خير عتادِ
- مستزيداً في مَعَالٍ جمَّة
- ليس فيها لامرىء من مستزادِ
- لاترى استطراف علْقٍ طارفٍ
- شيمة ً منه ولا إلْفَ تلادِ
- كُلُّ ذخرٍ لمعاشٍ عنده
- مُقْتنى ً من فضل زادٍ لمعاد
- بذل الدنيا بكفٍّ سمحة ٍ
- مثلُها ضُمِّن أرزاق العبادِ
- وتولاَّها بعقلٍ راجحٍ
- مثله قُلِّد إصلاحَ البلادِ
- سالكاً في كل فَجٍّ وحْدَه
- حين لا يُوحشه طولُ انفرادِ
- غانياً عن كل إرشادٍ بما
- فيه من فضل رشاد وسدادِ
- وكذاك البدر يسري في الدجى
- وله من نفسه نورٌ وهادي
- لم يُكانفْهُ على الأمر امرؤ
- إنه أوْحَدُ من قوْمٍ وحادِ
- حسْبه من كلِّ رأي رأيه
- مُستشاراً في الملمَّات الشِّدادِ
- أصبح الناس سواداً حالكاً
- وهُوَ الغُرَّة ُ في ذاك السوادِ
- فليعشْ مابقيتْ آثارُه
- وهي أبقى من شَرَوْرَى ونَضَاد
المزيد...
العصور الأدبيه