الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> لِيوقن من يعارضني بأنِّي >>
قصائدابن الرومي
لِيوقن من يعارضني بأنِّي
ابن الرومي
- لِيوقن من يعارضني بأنِّي
- سأرهق ما بنى مبنى مُنيفا
- فإن أربى عليَّ بنيتُ قصراً
- يطول بسُوره الشرف الشريفا
- فإن أربى عليَّ بنيتُ طوداً
- يجوز النجم والسقف المطيفا
- نظرتُ بعين إنصافٍ وعدلٍ
- فلم أرَ قطُّ ميزاني خفيفا
- ولم أرَ هائبي إلا قويَّاً
- ولا مُستضعفي إلا سخيفا
- فتى الكُتَّابِ لا تَعرِض لشعري
- فتظلمَ صاحباً مولى حليفا
- أعِدْ نظراً وكن حَكَماً فإني
- أراك فقيه طائفة ٍ حنيفا
- وقل في صاحب لم يُلفَ إلا
- حكيماً في مذاهبه ظريفا
- أَريباً في مآربه أديباً
- لبيباً في مخاطِبه حصيفا
- نزيهاً في مطالبه نبيهاً
- عفيفاً في مكاسبه نظيفا
- شريفاً في مَناسبه عريقاً
- خفيفاً في ملاعبه ذفيفا
- تفرَّد بالكتابة ثم أضحى
- يُنازعني القريضَ لكي يحيفا
- حوى دوني الحليلة َ ثم أنحى
- يُريغ إلى حليلته اللطيفا
- كربِّ التسع والتسعين أضحى
- يُنازعُ ربَّ واحدة صعيفا
- إخالُك تؤنس العدوان منه
- وترضى بالملام له رديفا
- وأنت الخصم والحَكَم المنادَى
- فقلْ سَدداً وأنجدْ مستضيفا
- وسدِّدْ في معاملتي وقاربْ
- ولا تكُ في محاربتي عنيفا
- ولا تعرِضْ لواحدتي وأقبل
- على الكبرى وكن رجلاً عفيفا
- ولم أمنعك وِردَ البحر كلا
- ولا إلطافَهُ اللطف الطريفا
- ولكن دع زحامي في طريقي
- فإنك واجد سعة ً وريفا
- وإن لم تهوَ إلا السير فيه
- فإنك لن تصادفه مُخيفا
- رضيتُ وإن قذيتُ بكل شيءٍ
- رضيتُ به ولم أخلق طفيفا
- فدونك طاعتي وصريح ودِّي
- وهبتُ لك الوصيفة َ والوصيفا
- ولو خَصمٌ سواك أراد ظُلمي
- لأسمعتُ الأصمَّ له حفيفا
- بأمثالٍ من المَثُلاتِ شُنْعٍ
- تسير فتخرق الأفق المُطيفا
المزيد...
العصور الأدبيه