الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> ليهنَكَ أن أفطرتَ لامتطلعاً >>
قصائدابن الرومي
ليهنَكَ أن أفطرتَ لامتطلعاً
ابن الرومي
- ليهنَكَ أن أفطرتَ لامتطلعاً
- إلى الفطر كي تغشى من اللهو مَحْرما
- ولأنهما فيه وإن كنت إنما
- تحب من الأضياف من كان أَنْهما
- وماكنتَ لولا حُبُّك الجودَ بالذي
- تُحبّ من القوم الشَّنىء َ المذمَّما
- بدا الفطْر فاستقبلتَه باسطاً يداً
- بمعروفك المعروف لا فاغرا فما
- ظللتَ وذو الهمّ القصيرِ قد انتشى
- من الزادِ حتى مال سكراً فنوما
- طعامُك إطعامُ الطعام ولم يزلْ
- لديك طعام يابنَ يحيى مُقدَّما
- نصبتَ وكانت عادة ً تستعيدها
- موائدَ غادرنَ المجاوعَ رُعَّمَا
- عليهنَّ خيراتٌ حسانٌ كأنها
- مضاحِكٌ من رِبْعيِّ روضٍ تبسما
- نحرتَ لصُغْرِاهنَّ حتى تركْتنا
- نرى الفطر أضحى من إراقتكَ الدما
- وكنتَ إذا أفطرتَ شمرتَ مُجْلباً
- لتُطْعمَ والجبسُ الهِدانُ ليُطْعما
- حلفتُ لأُضحى الفطر حين لبستَه
- بلُبسك إياه مَزيناً مُكَرَّما
- ولِمْ لا وقد أصبحتَ للمُلك مِدْرَها
- وللمجد سُرسُورا وللدّين مَعْلَمَا
- غدوتَ غداة َ الفطر عيداً لعيدهِ
- ومازلتَ للأعياد عيداً معظّما
- ولما تأملتَ الهلال ابن ليلة
- تَكَبَّرَ إذا عاينتَه وتعظَّما
- طغَى بك غيان المحبّ ارعوى له
- حبيبٌ قَراه الصدَّ حولاً مجرَّما
- ويا عجباً أن لا يكونَ بدا لنا
- كشمس الضحى لابل أجلَّ وأعظما
- أليس حقيقاً من تأملتَ وجهه
- بذاك بل كلَّ الحقيق وينعما
- لعمري لقد ودعتَ بالأمس صاحباً
- عفيفاً وإن كان الذي اعتضتَ أَكرما
- مضى صاحب عفٌّ وأَعقب صاحباً
- جواداً أراه كان منك تعلَّما
- غدا مُطمعاً من دان دينَ محمد
- ومن فضلِك الفياضِ في الناس أَطعما
- خليلٌ أتى من بعد ماغابَ نوبة ً
- وكنتَ إليه جِدَّ ظمآن أهْيما
- وليس لشيء ماخلا بَذْلك القِرى
- نهاراً وقدماً كنت بالبذل مغرما
- وقد كان ماتَقريه بالليل كافياً
- ولكن ترى ما ازددت من ذاك مغنما
- ولستَ براضٍ عن زمانك أو تَرى
- فعالَك فيه ما أضاء وأَظلما
- ومثلك لا يَستحسنُ البُرْدَ ملبساً
- إذا كان من إحدى نواحيه مُعلما
- ولكنْ إذا أعلامُه كَمُلَتْ له
- فذاك إذا ما كان أيضاً مُسَهَّما
- ومازلتَ تَقلى الجودَ إلا مُكمَّلا
- وتأبى اصطناع العُرف إلا مُتَمَّما
- وتبني العلا حتى يخالك معشرٌ
- وما أَبعدوا تبني إلى المجد سُلَّما
- فعِش أبداً مادام مجدُك باقياً
- ولم يَعْنِ من يعنيه إلا يرمرما
- تَصومُ ولم تعدمْ من العلم عصمة ً
- وتُفر محموداً ولم تأتِ مأثما
- تقوت بنات النفسِ أقواتَ حكمة ٍ
- وتطوي حشا دون الخبائث أهضما
- حَشًا لم يزلْ تقوَى اله يكفُّهُ
- بما خفَّ من زاد وما آب مطعما
المزيد...
العصور الأدبيه