الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> لو دَرَى كيف مَوقعُ العذلِ مني >>
قصائدابن الرومي
لو دَرَى كيف مَوقعُ العذلِ مني
ابن الرومي
- لو دَرَى كيف مَوقعُ العذلِ مني
- كفَّ من غَربهِ وأقصر عني
- لجَّ يلحى على المُدَام خليعا
- سَلبتْ عقله عقيلَة ُ دَنِّ
- قَسَم الدهرَ بين طاسٍ وكأس
- ثم خِلٍّ مساعد ومُغن
- لا تَلُمني إذا عَصَيْتُكَ في ال
- كأس فأما إذ أطعتُ فلمني
- وشَمولٍ أرقَّ من دَمع مُشتا
- قٍ إذا انغلَّ بين جَفنِ وجَفنِ
- عُتقتْ في الدنانِ حتى استفادت
- بعد حين نسيمَ جَنة ِ عدنِ
- وكَساها المُقامُ لوناً تحلَّت
- فيه من كأْسها كرقَّة ِ ذهن
- عانسٌ تقهَرُ الشبابَ عجوزٌ
- بنت قَرنٍ من الزمانِ وقَرْن
- سالمتها حوادثُ الدَّهرِ دهراً
- فأتت وهْي غاية ُ المُتمنِّي
- فهْي مثلُ اليقين صِرفاً وتبدو
- لك إن شُعْشِعَتْ كوَهْم وظن
- قهوة ٌ عن طرائف الطِّيب تُقْهِي
- شاربيها إذا أُديرت وتُغني
- وإذا ما أدارها دائرُ الأصْ
- داغ حُلو الكلام بِدْعُ التثني
- خِلْتَ شَمْسا تدورُ في كَفِّ بدرٍ
- بين هذا وتيك أهيفُ غصن
- وقِفارٍ لا إنْسَ فيها خَلاءٍ
- تُحسر العينَ مثل ظهر المجن
- فَدْفَدٍ مُقْشَعِرَّة ِ النبت قاعٍ
- غيرِ معهودة ٍ بواكف مُزن
- صبحتني إلى أبي الفضل فيها
- عَزْمة ٌ تُبعد الغرام وتُدني
- وظُنونٌ نفتْ أذى السَّيْرِ عني
- وحمتْني من كلِّ سَهْلٍ وحَزْن
- وأيادٍ ألفتُها منه بيضٌ
- هي أَجدى من ثَرَّة الفيض دُكْن
- سيِّدٌ لي إنْ هاضَ دهرٌ جناحي
- جَبَرتْ راحتاه كَسْري وَوَهْني
- إن عرتْني مُلَّمة ٌ كان رُكْني
- أودهتْني عضيهة كان حِصني
- يهدمُ المالَ في ابتناءِ المعالي
- بيدٍ ثَرَّة ٍ تَشيدُ وتَبْني
- بَدْر تمٍّ في بهجة وعلو
- فات بالجود كلَّ مُطْرٍ ومُثني
- وأخو السيِّد الذي ليس يفنَى
- عَدُّ آلائه بل العَدُّ يُفني
- الهُمام الذي أذلَّ صعاب النْ
- ناس قَسُرا بالعدل لا بالتظني
- القريبُ البعيدُ والضاحك القا
- طبُ والمستثير كالمستكن
- المُهَنيِّ بكلِّ نصرٍ وفَتْح
- وظُهورٍ على العِدا لا المُهَنِّي
- جمعَ اللهُ كلَّ فضل وحُسْنٍ
- في الحسين الموفَّى على كل حسن
- وأبي الفضل ذي الندى والأيادي
- والمعالي محمد الحُرِّ أعني
- مُنعِشي لا عدمتُهُ ومُرِيشي
- ومُعيني على الزمان ورُكني
- والذي لو جحدتُ نُعماه حاشا
- ي لقامتْ آلاؤه الغُرُّ تُثْني
- أنا رهنٌ بشكره عن أيادي
- ه ولكنني علِقْتُ برهني
- أيها النَّجد خانني فيك مدحٌ
- كان أذكى الأشياء لو لم يخُنِّي
- كيف يَسْطيعُ أن يُجازِيَ عَنْ
- جودِك بعضي يا مالكَ الكُلِّ مِني
- لك نعتٌ يجوزُ وصْفي ونعتي
- ببلاغي عن المقال وظني
- ويدٌ تستهل من غير ما ضَنْ
- نٍ ومن يَمُنُّ من غير مَنِّ
- وحجى ً يغلبُ الحجي ودهاءٌ
- جلَّ فيه عن كل إنس وجن
- وطباع أرقُّ من حال راجي
- ك وخُلْق مُسْتَحْسنٌ غيرُ شَثن
- واهتشاشٌ إلى العُفاة ِ بوجْهٍ
- طَلْق للعفاة ِ ضاحِك سِنِّ
- وعطاءٌ بلا عناء ويا رُبْ
- بَ عطاءٍ جَمِّ المِطال مُعَنِّي
- يا بديعَ الجمالِ في كُلِّ حلٍ
- وغريبَ الكمالِ في كل فَنِّ
- أنت أخْرسْتَني عن الدهر بالجو
- د ولولا الحسين كنت أُزَنِّي
- أنت أطلقتني من السجن والإع
- دام سجنٌ يضيق عن كل سجن
- فسأُسني لك المديحَ فما زل
- ت فدتك النفوسُ تُعطي فتُسني
المزيد...
العصور الأدبيه