الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> لها ناظرٌ بالسحر في القلب نافثُ >>
قصائدابن الرومي
لها ناظرٌ بالسحر في القلب نافثُ
ابن الرومي
- لها ناظرٌ بالسحر في القلب نافثُ
- ووجهٌ على كسبِ الخطيئات باعثُ
- وقدٌّ كغصن البان مُضطمِرُ الحشا
- تَنُوءُ به كثبانُ رمل أواعِثُ
- يُجاذِبها عند النهوض وينثني
- بأعطافها فرعٌ سُخام جُثاجِثُ
- كأن صباحاً واضحاً في قِناعها
- أناخَ عليه جُنْحُ ليلٍ مُغالثُ
- وتبسِمُ عن عِقدين من حَب مزنة ٍ
- به ماثَ صفوَ الراح بالمسك مائثُ
- يغَصُّ بها الخَلخال والعاجُ والبُرى
- وأثوابُها بالخَصْر منها غَوارثُ
- ربيبة أتراب حِسان كأنها
- بناتُ أَداحٍ لم يَشْنهنَّ طامثُ
- غرائرٌ كالغِزلان حورٌ عيونُها
- رخيماتُ دَلٍّ ناعماتٌ خَوانثُ
- يَعِدْن فما يُنجزنَ وعداً لواعدٍ
- وهن لميثاق الخليل نواكثُ
- غَنِيتُ بها فيهنَّ والشملُ جامعٌ
- وأغصانُ عيشي مورقاتٌ أَثائثُ
- وللهو مُهتادٌ أنيقٌ وللصبا
- مَغانٍ بهِنَّ الغانياتُ لوابثُ
- يُمنِّيننا منهنَّ نجحُ مواعدٍ
- أكفٌّ بحباتِ القلوب ضَوابثُ
- وأعيانُ غِزلانٍ مِراض جُفونها
- لواحظُها في كل نفسٍ عوائثُ
- إذا هن قرَّبن الظما من نفوسنا
- إلى الرِّي تُلقَى دون ذاك الهنَابثُ
- ويلحفنَ لا ينقُصنَ في ذات بيننا
- على الدهر معهوداً وهنَّ حوانثُ
- وإن نحن أبرمنا القُوى من حِبالنا
- أبى الوصلَ دهرٌ بالمحبين عابثُ
- ومختلفاتٌ بالنمائمِ بيننا
- نوابثُ عن أسرارنا وبواحثُ
- يُباكرن فينا نُجعة العَتب بيننا
- كما انتجع الوِردَ العِطاشُ اللواهثُ
- فبدَّدَ منّا الشملَ بعد انتظامِهِ
- صروفٌ طوتْ أسبابنا وحوادثُ
- وكلُّ جديدٍ لا مَحالة َ مُخلِقٌ
- وباعثُ هذا الخَلْقِ للخلقِ وارثُ
- وهنَّ الليالي حاكِماتٌ على الورى
- بنقضٍ ولا يبقى عليهن ماكثُ
- وَمَنْ لم ينلْ مُلكَ المكارمِ باللُّهى
- فأموالُهُ للشامتينَ مَوارثُ
- يسودُ الفتى ما كان حشوَ ثيابهِ
- حِجاً وتُقًى والحلمُ من بعدُ ثالثُ
- وغيثٌ على العافينَ منهمرُ الحيا
- وليثٌ هصورٌ للعُداة مُلائِثُ
- وصفحٌ وإكرامٌ وعقلٌ يَزينُهُ
- خلائق لا يَخْزَى بهن دمائثُ
- وكَفَّانِ في هذي رَدَى كل ظالمٍ
- وفي هذه للمُستغيث مَغَاوثُ
- فكن سيداً ذا نعمة ٍ غيرَ خاملٍ
- وصُن منكَ عِرْضاً أن يُسبَّك رافثُ
المزيد...
العصور الأدبيه