الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> لقد رأينا عَجَباً من العَجَبْ >>
قصائدابن الرومي
لقد رأينا عَجَباً من العَجَبْ
ابن الرومي
- لقد رأينا عَجَباً من العَجَبْ
- بين جُمادى وجُمادى ورجَبْ
- مِنْ ذَنَبانيٍّ تعدّى طورَهُ
- فاجتمع الذَّنْبُ عليه والذَنَبْ
- عِلْجٌ ترقَّى رتبة ً فَرُتْبة ً
- ولم يكن أهلاً لهاتيك الرُّتبْ
- فزلَّ من تلك المراقي زَلة ً
- أصبح منها مُشفياً على العطبْ
- وهكذا كلُّ ارتقاءٍ في العلا
- قريبُ عهدٍ بارتقاءٍ في الكُربْ
- خَوَّله اللَّهُ فلم يشكر له
- ولن ترى شكراً لمدخول النسبْ
- فسلّط اللَّهُ عليه جهلَهُ
- فكان في تدميرهِ أقوى سببْ
- أقبل جيشٌ لا يريد حربَهُ
- فارتاع روعاً يعتري أهلَ الرِّيبْ
- وساء ظناً بوزير لم يَخُن
- عهداً وهل يصدأ مكنونُ الذهبْ
- فلم يدع أمراً يقودُ حتفَهُ
- إلاَّ أتاهُ جاهداً ثم اضطربْ
- كان كمن خافَ حريقاً واقعاً
- فزاد فيه حطباً على حَطَبْ
- أَخْلِقْ بأن تغشاهُ منه قطعة ٌ
- يأتي عليه لفحُها دون اللّهَبْ
- انظرُ إليهِ وإلى تدبيرهِ
- فإنَّ فيه عجباً من العَجَبْ
- روَّعَ طفلاً لم يكن ترويعُهُ
- من المُداراة ولا أخذِ الأُهبْ
- وأسخطَ السادة َ سُخطاً ساقَهُ
- تلقاءَهُ سُخطٌ من اللَّه وَجَبْ
- ثم رأى أنْ لم يُوفَّقْ رأيُهُ
- فأطلقَ الطفلَ وأمسى في رَهَبْ
- فهو مقيمٌ بين خوفٍ وردى
- مما أتى أو بين خوف وحَرَبْ
- وهكذا الجاهلُ قِدماً لم يزل
- من جهلِهِ في تَعبٍ وفي نصبْ
- قد اشترى طولَ سهادٍ بكَرى ً
- وقد شَرى طولَ هدوءٍ بتعبْ
- شَبَّهْتُ دعواه القيامَ بالذي
- قُلِّد من أمرٍ بدعواه العربْ
- قد قلتْ إذ خُبِّرتُ عن تبليحهِ
- وأنه في زفراتٍ وكُرَبْ
- بُعْداً لمن أصبح من أحوالهِ
- في صَعَدٍ عالٍ وأمسى في صَبَبْ
- ما فعلتْ خيلٌ له قد ضُمِّرتْ
- أما لَديها هربٌ ولا طَلَبْ
- بل جُبنُهُ يمنعُها إقدامَها
- وحَيْنُهُ يمنعه من الهربْ
- ما أقبح النَّعماءَ يُكْسَى ثوبَها
- وأحسنَ النعماءَ عنه تُستَلبْ
- ما كان ما أعطِيَهُ من كسبِهِ
- لكنهُ فارقَهُ بما اكتسبْ
- يا غامِطَ النعمة أيقِنْ أنها
- قد غَضِبَ اللَّه لها كلَّ الغضبْ
- ولن ترى اللَّه ولياً لامرىء ٍ
- عادى أبا الصقر الوزير المُنتَجَبْ
- وكلُّ من عادى مُحقاً مقبلاً
- فإنه من أمره في وَ كَتَبْ
- والحمد للَّه العظيم شأنُه
- على الذي أبلَى وأَوْلى وَوَهَبْ
المزيد...
العصور الأدبيه