الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> لعمرك ما ضيف ابن موسى بصائمٍ >>
قصائدابن الرومي
لعمرك ما ضيف ابن موسى بصائمٍ
ابن الرومي
- لعمرك ما ضيف ابن موسى بصائمٍ
- إذا ضافه يوما وإن عُدَّ صائما
- دعانا فعدّانا صياما بمُشبِع
- من العلم مُروٍ يتركُ البالَ ناعما
- فكان قِرًى قبل القِرى مُتعجلاً
- شهياً مرياً للنفوس ملائما
- ولم نر مثل العلم زاداً مُقدَّماً
- له محملٌ خِفٌّ وإن كان عاصما
- وعللّنا من قبله بمناظرٍ
- لهونا بها حتى نسينا المطاعما
- أثاثٌ يحار الطرفُ فيه كأنه
- ربيعٌ تصدَّى للربيع مُراغما
- فقل في ربيع في ربيع أراكه
- ربيعٌ يرى حمدَ الرجال مغانما
- ثلاثة ُ أشكال نُظمن وربما
- أتاح مُتيحٌ للفرائد ناظما
- ظللنا يذودُ الجوعَ عنا كأنه
- يذبُّ عدوا أن يُبيح محارما
- بمستمعٍ طورا وطورا بمنظرٍ
- يرى من رآه أنه كان حالما
- فما زال يُوفي خدمة المجدِ حقَّها
- إلى أن دعاه المجد أفديك خادما
- خفيفا ذفيفا قالص الذيل قاعدا
- لإعداد ما يُرضي النزيلَ وقائما
- وقرَّب منا الفرقدين ولم نكن
- ننال ذراري السماء القوائما
- بُنيان تلتذُّ الأنوفُ نثاهما
- إذا ذاقت الأفواهُ تلك الملاثما
- سعيدان ميمونان تعرف فيهما
- من اليُمن آياتٍ له ومعالما
- أبرَّا على الولدان حُسنا ونازعا
- جحاجحة َ القومِ السجايا الكرائما
- ظللنا نباري سُنة الشمس يومَنا
- بوجهيهما لانسألُ الحيفَ حاكما
- إذا نحن فاتحْنا أخا الكُبرِ منهما
- سؤالا وجدْنا واعي القلب عالما
- فإن نحن ناغمناه أخاه استفزنا
- سروراً ففدينا الغزالَ المُناغما
- وما منهما إلا الذي ما أتى له
- من السن ما يبتز عنه التمائما
- فلما أحل الزادَ للقوم وقتُه
- أتى بطعامٍ أذكر القومَ حاتما
- قديرٌ من الخرفان كان رضيفُه
- شِواءً من الرُّقط الثقيل مغارما
- وكان إذا ما زاره الزَّورُ مرة ً
- توقع معلوفُ الدجاج الملاحما
- وأرّخ بالحلواء تأريخَ مُحسنٍ
- وخيرُ المساعي خيرهُن خواتِما
- ولا شِعر إلا ما يُقفَّى رويُّه
- إذا قام بالشعر الرواة ُ المقاوما
- شهدنا له جُودا أراناه ماجدا
- وبُقيا على النعمى أرتناه حازما
- وما أحسن النُّعمى إذا هي جاورت
- فتى ً يحفظ النعمى ويبني المكارما
- فلا زال موطوءَ البساطِ بأخمصٍ
- حبيبٍ إليه يألفُ الوفرَ سالما
- مُفيدا مفيتا يُسبغُ اللَّهُ فضلهُ
- عليه ويُوليه الأخلاءَ دائما
- وفي هذه من دعوة ٍ لي شِرْكة ٌ
- ولا بأس قد يدعو الصديقُ مقاسما
- ومن يدعُ يوما للفراتِ فإنما
- دعا للذي يرويه ظمآنٌ حائما
- فمُتِّع بابنيه متاعا يسرُّه
- على رغم من أضحى لذلك راغما
- وغيرُ كثيرٍ لابن موسى فعالُهُ
- وإن فعلَ المستحسناتِ الجسائما
- يشيدُ بنًى ألفى أباه يشيدُها
- ومثل ابن موسى رام تلك المراوما
- ومثل أبيه الخير أعقبَ مثله
- سقى الله هاتيك العظام الرَّمائما
المزيد...
العصور الأدبيه