الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا زلتَ أبيضَ غُرَّة ٍ وأيادِ >>
قصائدابن الرومي
لا زلتَ أبيضَ غُرَّة ٍ وأيادِ
ابن الرومي
- لا زلتَ أبيضَ غُرَّة ٍ وأيادِ
- تبدو لنا في سُؤدد وسوادِ
- خلعٌ عليكَ جمالُها وجلالُها
- أيامُها للناس كالأعيادِ
- قسماً لقد رضيتك أعينُ معشر
- من وامقين وشانئين أعادي
- أقبلتَ في جيشٍ يُظلُّك ليلُهُ
- وإليكَ منك لكل عينٍ هادِي
- متدِّرعاً خلعاً أنستَ بلُبسها
- أنس المعوَّد لبسها المعتادِ
- طُرفاً علت شرفاً تليداً لم تزل
- متعهِّداً من مثلها بتلادِ
- خلع الإلهُ عليكَ يومَ لبستها
- هديَ الشَّكور وبهجة المزدادِ
- وكساك من خلعِ القلوب محبة ً
- كمحبة ِ اللآباءِ للأولادِ
- فظللت في خلع تفاوت نجرُها
- خافٍ تلاحظه العقول وبادِ
- عُمِّرتَ تنهض في مراقٍ عفوها
- عفوُ الحدور وأنتَ في إصعادِ
- تغدو وأنت جوى ً لأكباد العدا
- وقلوبهم وندى على أكبادِ
- وإخال أن عِداك قد عطفتهم
- كفَّاك بالإرفاد فالإرفادِ
- ولقد أردتُ جزاءهم بفعالهم
- فعلمت أن العرف بالمرصادِ
- يا من أرى حساده استحقاقه
- للحظِّ فاستدعى هوى الحسادِ
- حسنٌ وإحسان إذا ما عُوينا
- ردّا عليكَ ولاء كلَّ مُعادي
- من ذا يُعادي البدر أمسى منعماً
- نُعمى عفوٍّ للذُّنوبِ جوادِ
- كم من يدٍ بيضاء قد أوليتها
- تثني إليكَعنانَ كلَّ ودادِ
- شكر الإلهُ صنائعاً أسديتُها
- سُلكت مع الأرواحِ في الأجسادِ
- وعفا نُبوُّك عن وَلِّيكَ إنهُ
- أحدوثة ٌ في جانبِي بغدادِ
- ومن الزيادة في البلية أنني
- أصبحت في البلوى من الأفرادِ
- أرني سواي من الذين صنعتهم
- رجُلاً نسخَت صلاحه بفسادِ
- إني أعوذ بيُمن جدِّك أن أرى
- بعد الدنوِّ رهينة َ الإبعادِ
المزيد...
العصور الأدبيه