الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> قلبي من الطرفِ السَّقيم سقيمُ >>
قصائدابن الرومي
قلبي من الطرفِ السَّقيم سقيمُ
ابن الرومي
- قلبي من الطرفِ السَّقيم سقيمُ
- لو أنَّ من أشكو إليه رحيمُ
- أضحى يُنَغِّصُنِي النسيمَ نسيمُه
- أفلا يُهنيني النسيمَ نسيم
- مِنْ وجهها أبداً نهارٌ واضحٌ
- من فرعها ليلٌ عليه بهيم
- إنْ أقبلتْ فالبدرُ لاح وإن مَشَتْ
- فالغصنُ راح وإنْ رنَتْ فالرِّيم
- نعمتْ بها عَينِي فطالَ عذابُها
- ولكَمْ عذابٌ قد جناه نعيم
- نظرتْ فأقصدتِ الفؤادَ بسهمِها
- ثم انثنَتْ نَحْوِي فكِدتُ أهيم
- ويْلاهُ إنْ نَظَرتْ وإن هِيَ أعْرضتْ
- وقْعُ السِّهام ونَزْعُهُنَّ أليم
- وممّا دَهَتْنِي دون عيني عينُها
- لكنَّ غِبَّ النظرتيْن وخيم
- ولما البليَّة ُ من خصيمٍ واحدٍ
- مالم يكن للمرء منه خصيم
- يا مستحلَّ دمي مُحَرِّم رَحْمتي
- ما أنصفَ التحليل والتحريم
- إن الذي وهبتْ يداه مثلكم
- يا آل وهبٍ للْعُلا لكريم
- ولئن تَهيِّأ للزمانِ وِلادكم
- إن الزمان بمثلكم لعقيمُ
- لتَروْن سائلكُمْ أحقَّ بمالِكم
- من بعضِكْمْ حتَّى يُقالَ غريم
- ويحُلُّ في عَلْيا مَراتِب ودِّكُمْ
- وخصوصِكُمْ حتى يُقالَ حميمُ
- كم من مهيب منكُمُ تعنو له
- غُلْبُ الأُسودِ وإنَّه لحليم
- ومُخَدَّعٍ عند السؤالِ كأنه
- غِرٌّ هناك وإنّه لحكيم
- ومغفَّلٍ عن كل عثرة ِ عاثرٍ
- دأبَ الغبيِّ وإنَّه لعليم
- مِمَّنْ أقامَ له الطباعُ قناته
- لا مَنْ أقام قناتَه التقويم
- لله أمرُكُمُ الذي لو أنَّهُ
- رجلٌ لقال له الرجال وسيم
- لا كان فيه مع النَّماءِ نقيصة ٌ
- وصفا له التَّخلْيدُ والتَتْميم
- كم تسكُتونَ عن الذي تولونَهُ
- لتصغِّروه وإنَّه لجسيم
- والله يُعْظِمُ قدر معروف لكم
- لم تُعظِمُوه وإنَّه لعظيم
- واللَّهُ يبعثُني عليكُمْ إنَّني
- بإذاعة ِ العُرف السَّتِير زعيم
- ولحَسبُكُم بنميم ما تُخفونَه
- منا وللمسْكِ الذكيِّ نَمِيم
المزيد...
العصور الأدبيه