الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> قدمتَ قدوم البدر بيتَ سُعُودهِ >>
قصائدابن الرومي
قدمتَ قدوم البدر بيتَ سُعُودهِ
ابن الرومي
- قدمتَ قدوم البدر بيتَ سُعُودهِ
- وأمرُك عالٍ صاعدٌ كصعودِهِ
- لبستَ سناه واعتليتَ اعتلاءه
- ونأمل أن تحظى بمثل خلودِهِ
- وأقبَلت بحراً زاخراً في مُدُوده
- على متنِ بحرٍ زاخرٍ في مدودِهِ
- وأُقسمُ بالمُعْلِيكَ قدراً ورتبة ً
- لجَودُكَ بالمعروف أضعافُ جودِهِ
- ومارفدُك المحمودُ من رفْد رافدٍ
- تُعَدُّ عيوبٌ جمَّة ٌ في رفُودِهِ
- تذوبُ رفودُ البحر بعد جمودها
- ومالَكَ رفدٌ ذاب بعد جمودِهِ
- وأنت متى جُزْتَ الحدود نفعتنا
- وكم ضرَّ بحرٌ جاز أدنى حدُودِهِ
- ومازلت في كل الأمور تبزُّهُ
- بمايعجز الحُسَّابَ ضبطُ عقودِهِ
- وقد عرفَ البحرُ الذي أنا عارفٌ
- فطأطأ من طغْيانه ومُرُوده
- وأضحى ذَلولاً ظهرُه إذ ركبتَه
- لمجدٍ يبيد الدهْرُ قبل بُيُودِهِ
- ومن أجلك استكسى الشَّماَل بروده
- وأقبل مزفوفاً بها في بُرُودهِ
- ولولاك لاستكسى الجنوبَ سلاحَهُ
- فكان ورودُ الحرب دون ورودِهِ
- ولكن رأى سعدَ الكواكب فوقه
- فسار وديعاً سيرُه كركُودِهِ
- فهنَّاكَ الله السلامة َ قادماً
- برغم مُعادِي حَظِّكم وحَسُودِهِ
- وهنأك الله الكرامة خافضا
- وفي كل حال يا ابن مَجْدٍ وعودِهِ
- وبعد فإنِّي المرءُ أجديتُ قاعداً
- ولم يجدِ قبلي قاعدٌ بقعودِهِ
- وماذاك إلا أنَّ أرْوَعَ ماجداً
- وفى لي بعهدٍ من كريم عهودِهِ
- على أنَّ عَتْبا منه حَوَّلَ حالتي
- لبعض عُنُودي لا لبعض عُنُودِهِ
- وكان مَحَلِّي في النجود بفضله
- فبدَّلني أغوارَهُ من نجودِهِ
- فهل قائل عني له متوسل
- بلين سجاياه ومجد جُدُودِهِ
- لعبدك حق بالتَّحَرُّمِ واجب
- أبى لك طيبُ الخِيم لؤمَ جحودِهِ
- وفي جيده طوقٌ لنعماك لازِبٌ
- أبى ربُّه إلا قيامَ شهودِهِ
- وأنت الذي يأبى انحلال عقوده
- وإن كان لا يأبى انحلال حُقُودِهِ
- فَجَدِّدْ له نعمى بعفوٍ ونائلٍ
- فما زلتَ أعْنَى سَيِّدٍ بمسودِهِ
- وبشرى من البِشْرِ الجميل فلم يزلْ
- يبشر بالصبْح انبلاجُ عمودِهِ
- خَصصتُ وأثنى بالعموم ولم أكن
- كصاحب نومٍ هبَّ بعد هجودِه
- ولكنَّني بدَّأْتُ أبلَجَ لم أزل
- أقاتل أسباب الردى بجنودِه
- بقيتم بني وهبٍ برغم عدوكم
- وشدة بلواه وطول سهودِه
- ولابرحت بيضُ الأيادي عليكُمُ
- ومنكمْ مدى بيض الزمان وسودِه
- دُفِعْتُمْ إلى مُلك كثير سدُودُه
- فعادت فتُوح الملك ضِعْفَيْ سُدودِه
- بكيْدٍ لكم قد زايلته غُمُوده
- يؤيده كيْدٌ لكم في غموده
- وألفيتُمُ المرْعى كثيراً أُسُودُهُ
- فأَنصفتُمُ خِرْفانه من أسودِهِ
- ولم يركم أمرٌ طلبتُمْ صلاحه
- تَكأَّدَكم مادونه من كَئُودِهِ
- فأعرض عنا كلُّ شرٍ بوجهه
- وأقبل وجه الخير بعد صدودِهِ
- فزاد مُصَلِّينا بكم في رُكُوعه
- وزاد مصلينا بكم في سجودِهِ
- ألا لا عدمنا طِبَّكُمْ وشفاءه
- فقد بردت أحشاؤنا بِبَرُودِهِ
- ولاعدم العرفُ الذي تصنعونه
- مِداداً نُفُوذُ البحر قبل نفودِهِ
- إليكُمْ رأى الراجي مَشَدَّ قُتُودِهِ
- وفيكم رأى الساري محطَّ قُتُودِهِ
- أتاكم ولم يشفعْ فلقَّاه طَوْلُكُمْ
- نسيئاتِ مارَجَّاه قبل نُقُودِهِ
- وقد كان تأميلُ النفوس مُقَيَّداً
- فأطلقتُمُ تأميلَها من قيودِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه